فلسطين أون لاين

​بعد 9 سنوات على استشهاده.. مسيرة سعيد صيام باقية

...
صيام (أرشيف)
غزة - أدهم الشريف

صادف يوم أمس، الذكرى التاسعة لاغتيال وزير الداخلية سعيد صيام، في غارة نفذها الطيران جيش الاحتلال الحربي في 15 يناير/ كانون الثاني من عام 2009، إبان العدوان على غزة والذي امتد من 27 ديسمبر/ كانون أول وحتى الـ18 من الشهر التالي.

ونفذ جيش الاحتلال خلال عدوانه الموسع طيلة 23 يومًا، انتهاكات و"جرائم حرب" يندى لها الجبين؛ شملت قصف تجمعات سكنية، وهدم منازل فوق رؤوس ساكنيها، وعمليات إعدام ميدانية بينهم أطفال، وقصف مدارس تابعة لوكالة "الأونروا" واستشهاد نازحين بداخلها.

ولم يكن صيام الشخصية الوحيدة التي اغتالها جيش الاحتلال خلال العدوان على غزة آنذاك، فقد طال الاغتيال قادة أجهزة أمنية بينهم مسؤول جهاز الأمن والحماية العقيد إسماعيل الجعبري، ومدير جهاز الشرطة اللواء توفيق جبر، وكوادر وقيادات بارزة في حركة حماس، بينها الشيخ نزار ريان.

وراح ضحية ذلك العدوان أكثر من 1400 شهيد، وما يزيد عن 5 آلاف إصابة، بحسب ما وثقته مصادر حقوقية.

والشهيد صيام من مواليد مخيم الشاطئ، غربي مدينة غزة، في 22 يوليو/ تموز 1959، وتنحدر عائلته من قرية الجورة، قضاء المجدل داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 48.

تخرج صيام من دار المعلمين في رام الله حاصلًا على دبلوم تدريس العلوم والرياضيات عام 1980، وأصبح عضوًا في اتحاد الطلاب بدار المعلمين في رام الله ثم أكمل دراسته الجامعية في جامعة القدس المفتوحة التي حصل منها على شهادة بكالوريوس في التربية الإسلامية.

وبعد أن عمل مدرسًا في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في غزة من عام 1980 حتى نهاية عام 2003، اضطر إلى ترك العمل بسبب مضايقات المؤسسة الأممية على خلفية انتمائه لحركة حماس.

وبحسب مصادر محلية، فإن صيام شارك في لجان الإصلاح التي شكلها مؤسس حماس الشهيد الشيخ أحمد ياسين، لحل النزاعات والشجارات بين الناس والمواطنين وذلك منذ مطلع الانتفاضة الأولى عام 1987 والتي عرفت بـ"انتفاضة الحجارة".

كان صيام اعتقل أربع مرات إداريًا لدى الاحتلال خلال الانتفاضة الأولى، وأبعد إلى مرج الزهور في جنوب لبنان عام 1992 لمدة عام كامل.

تعرض الشهيد للاعتقال من أجهزة أمن السلطة في غزة عام 1995 ضمن حملة اعتقالات طالت قيادات وكوادر في حركتي حماس والجهاد الإسلامي، على خلفية النشاط المقاوم للاحتلال.

سياسيًا، مثل الشهيد صيام حركة حماس في لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية، وكان عضو القيادة السياسية للحركة في قطاع غزة، تسلم دائرة العلاقات الخارجية في الحركة.

وفي الانتخابات التشريعية التي جرت مطلع عام 2006، انتخب عضواً في المجلس عن كتلة "التغيير والإصلاح" الممثلة لحركة حماس، وعين وزيرًا للداخلية والشؤون المدنية في الحكومة الفلسطينية العاشرة.

وبعد تعيينه وزيرًا للداخلية، أسس قوة داعمة للقوى الأمنية الفلسطينية في قطاع غزة، سميت القوة التنفيذية، بعد أن عصا قادة الأجهزة الأمنية المنتمون إلى حركة فتح أوامره العسكرية ضمن مساعي رئيس السلطة محمود عباس إلى إفشال حماس سياسيا.

تعرض صيام، لمحاولة اغتيال في يونيو/ حزيران 2006، إذ قصف مكتبه أثناء الهجوم جوًا على غزة بعد أسر جندي المدفعية الإسرائيلي جلعاد شاليط في الـ25 من ذلك الشهر، في عملية الوهم المتبدد.

وفي 15 يناير من عام 2009، استشهد وزير الداخلية سعيد صيام ونجله محمد، وشقيقه وزوجة شقيقه، في قصف منزل شقيقه الكائن في حي اليرموك بمدينة غزة بواسطة صواريخ أطلقتها مقاتلة إسرائيلية حربية.

ولاقى اغتياله غضبًا فلسطينيًا عارمًا، وتنديدا عربيا وإسلاميا باستهدافه، فيما راح ضحية القصف قرابة 10 شهداء ممكن كانوا داخل البيت وخارجه من الجيران.