أطلق رئيس الأركان الإسرائيلي السابق أفيف كوخافي تصريحات لصحيفة جيروزاليم بوست بشأن العدوان على سوريا، وكيف تطور هذا العدوان في الأعوام الأخيرة، من حيث النوع والعدد.
السؤال المطروح: ما الأهداف التي تريد (إسرائيل) تحقيقها من العدوان على سوريا؟ وما موقف حلفاء دمشق؟ وهل حلف المقاومة على أبواب حرب مع (إسرائيل) لرد العدوان؟
تنتهج (إسرائيل) في سياساتها العدوانية ضد الدولة السورية سياسة الحرب بين الحروب، وهي سياسة ستستمر في الأعوام القادمة حسب تصريحات كوخافي، وتقع المهام العملياتية بالدرجة الأساسية على شعبة الاستخبارات، وتكون بمنزلة حرب خاطفة يحقق العدو فيها أهدافه دون أن تنزلق الأمور نحو المواجهة المفتوحة.
أولاً: أهداف (إسرائيل) من عدوانها المتواصل على سوريا.
أهداف عديدة، لعل أهمها ما يأتي:
وقف محاولات الجمهورية الإسلامية الإيرانية لإدخال السلاح والتكنولوجيا العسكرية عبر الأراضي السورية إلى حزب الله في الجنوب اللبناني.
منع اقتراب إيران وحلفائها من حدود فلسطين المحتلة.
فرض (إسرائيل) نفسها في معادلة الحل السياسي بما يضمن الوجود الإسرائيلي في الجولان، ومنع أي قوة عسكرية نظامية أو غير نظامية من الوجود في المنطقة الحدودية مع فلسطين المحتلة.
ثانياً: موقف حلفاء سوريا.
حلفاء دمشق يمارسون الصبر الإستراتيجي، وهو عض على الأصابع إلى حين استكمال العمل والتخطيط، الذي يعمل حلف المقاومة على تحقيقه للوصول إلى اللحظة التي تكون مكونات الحلف جاهزة لتوجيه الضربة الحاسمة لدولة الاحتلال، وهذا لا يعني أن يكون الصبر محكما ومطلقا، ولعل عملية القصف في إبريل تأتي في إطار الرد العسكري على العدوان على سوريا، ولكن الموقف بين الحلفاء يختلف من طرف لآخر، موسكو على سبيل المثال، التنسيق بينها وبين (إسرائيل) مفتوح، وتعلم موعد الضربات عبر تنسيق مباشر بين هيئة الأركان للجانبين، ولكن حتى هذا التنسيق لم يمنع موسكو من توجيه بيانات إدانة للقصف، وممارسة سلوك عسكري رافض للعدوان على سوريا، وتجاوز الخطوط الحمراء في العمليات الإسرائيلية، ولعل أهم تلك الخطوط الحمراء التي دفعت موسكو لإيصال رسالتها العسكرية إلى (تل أبيب)، السماح لدمشق بامتلاك قدرات عسكرية متعلقة بالمنظومين الدفاعيتين S300 وS400 تتمثل في عدد العمليات، وطبيعة الأهداف المستهدفة، ونوع الصواريخ، مع حرص (إسرائيل) على الاقتراب من القواعد الروسية في أثناء القصف عبر ممرات جوية تتجاوز ما اتُّفق عليه، ويعرض المصالح الروسية للخطر المباشر.
ثالثاً: حلف المقاومة وسيناريو الحرب مع (إسرائيل).
بحسب تصريحات كوخافي ورؤيته الاستشرافية للعامين القادمين بالنسبة لسوريا، فإن المرجَّح أن تحافظ (إسرائيل) على مسارها الحالي القائم على "الدفاع عن النفس استباقيًا"، عبر الحرب بين الحروب، وعليه فإن فرص اندلاع شرارة المواجهة تتوقف عند الآتي:
أن تحقق (إسرائيل) نجاحًا نسبته 100% في إفشال مخطط محور المقاومة، المتمثل في مراكمة وتطوير القوة لحزب الله، وزيادة النفوذ والجهوزية في الجنوب السوري، وهذا يتطلب مزيدًا من الضربات الجوية، والجهد الاستخباراتي، ما يزيد من احتمالية المواجهة.
الحل السياسي للمشكلة السورية بعيدًا عن المصالح الأمنية الإسرائيلية من شأنه دفع (إسرائيل) إلى التصعيد العسكري مع سوريا.
حالة الاستنزاف التي يتعرض لها محور المقاومة في سوريا ولبنان والعراق وإيران قد تعزز من فرضية تأجيل المواجهة العسكرية.
على الرغم مما سبق، ومنها ما يعزز من سيناريو المواجهة فإن الأطراف ذات العلاقة بالمواجهة غير معنية بالتصعيد، وستعمل كل ما في وسعها لممارسة مزيد من الاستيعاب والقبول بالوضع الراهن، ولكن هذا الاستيعاب مسقوف بزمن يحدده المحدد الميداني على الأرض، فإن جاءت اللحظة الإستراتيجية، فإن وحدة الساحات تتجسد فعلًا وواقعًا بين أطراف المحور، ومن خلفهم كل من يرفض المشروع الصهيوني الكولونيالي، ولا سيما في زمن هذه الحكومة الفاشية التي تمارس الأبارتهايد والإرهاب ضد جماهير الأمة.