فلسطين أون لاين

رغبة أمريكية في إنجاز المصالحة

بعد اللقاءات التي أجراها كل من الرئيس محمود عباس ورئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو مع الوفد الأمريكي برئاسة جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأمريكي اعتبر مسؤول أمريكي أن مفتاح حل الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين بيد الدول العربية المعتدلة، والجهود الأمريكية ستركز في أولى خطواتها على توحيد حماس وفتح والفلسطينيين بقيادة عباس من أجل إجراء مفاوضات يلتزم فيها الجميع.


نفهم من ذلك وجود بعض التغيير في أولويات وأسلوب الإدارة الأمريكية في التعامل مع ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث هي المرة الأولى التي تبدي الإدارة الأمريكية بشكل علني اهتماما في الانقسام الفلسطيني، وإن كانت تتحدث عن مصالحة فليس بالضرورة أن تكون بالمعايير التي نفهمها نحن وربما لديها تصور يختلف بعض الشيء عما تم الاتفاق عليه بين الفصائل الفلسطينية، وأعتقد أن "سلاح المقاومة" و"التمثيل الكامل" لعباس للفصائل الفلسطينية من أهم النقاط التي ستركز عليها الإدارة الأمريكية، فهي من ناحية تسعى إلى توفير الأمن للمحتل الإسرائيلي ومن ناحية أخرى تريد طرفا فلسطينيا قويا قد يطلب منه التوقيع على تنازلات جديدة لصالح العدو الإسرائيلي.


أما اعتبار مفتاح حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بيد الدول العربية "المعتدلة" فهو انقلاب على اتفاقية أوسلو وحل الدولتين والتفاف على المبادرة العربية للسلام، حيث تسعى (إسرائيل) إلى تحقيق السلام مع الدول العربية دون السلطة الفلسطينية التي كانت مجرد نفق عبرت منه دولة الاحتلال إلى باقي الدول العربية.


باختصار نؤكد أن (إسرائيل) فشلت في القضاء على المقاومة الفلسطينية التي تقودها كتائب القسام، والإدارة الأمريكية لم تعد تطالب بالقضاء على حماس أو حتى تهميشها وتريد احتواءها بطرق "خبيثة"، والمطلوب من السلطة الفلسطينية احتواء الفصائل بما فيها حماس وضبط غضب الشارع الفلسطيني تجاه العدو الإسرائيلي بطرق مختلفة ومنها تنفيذ مشاريع اقتصادية ممولة من الخارج، وأن تعود السلطة إلى طاولة المفاوضات حتى تبدو الأجواء العامة طبيعية، ثم تستمر المفاوضات وتستمر دون نهاية.. هذا ما تريده (إسرائيل) وأمريكا ولكن الأمور لن تسير بذلك الاتجاه ولن يحصل العدو الإسرائيلي على سلام دائم مع الفلسطينيين ولن يحصل مطلقًا على مبتغاه في الوطن العربي ولن تتحقق أماني بعض الأنظمة العربية في التطبيع مع المحتل الإسرائيلي.