حذر الأمين العام للأمم المتحدة (غوتريش) من أن رفض حل الدولتين من الممكن أن يقوّض السلام في الشرق الأوسط إلى الأبد، ولا توجد خطة ثانية بديلة لحلّ الدولتين.
غوتريش أمين عام الأمم المتحدة محق في تصريحه من ناحية، وغير محق من الناحية الأخرى، الناحية المحق فيها هي التي تقول: إن الشرق الأوسط لن يعرف السلام والاستقرار بغياب حلّ الدولتين، هذا صحيح، فحلّ الدولتين قد يوفر فرصة لسلام مؤقت في المنطقة، ولكن دولة الاحتلال ترفض هذا المنطق، لأنها لا ترى في دولة فلسطينية عنصر استقرار وسلام دائم، بل ترى فيها مشروع حرب على دولة (إسرائيل)، لذا تعمل حكوماتها دائمًا على إحباط هذا الحلّ بكل السبل الممكنة، وإن كانت حكوماتها قد تفاوضت مع السلطة حول هذا الحلّ لسنوات بغرض كسب الوقت، وخداع أميركا والمجتمع الدولي، وحين استنفدت الحاجة لهذه المفاوضات، باتت حكومة (نتنياهو -بن غفير) تعلن أنها ليست بحاجة للتفاوض حول هذا الحلّ؟!.
والناحية الثانية المسكونة بالخطأ هو قوله: إنه لا بديل لحلّ الدولتين! ذلك لأن البحث عن الحرية وتقرير المصير له طرق متعددة، وقد تحررت دول عديدة من الاستعمار دون تفاوض على قسمة أرض الوطن، وعليه فيمكن للفلسطيني أن يجد حلًا، عبر المقاومة، وإرغام المحتل على الرحيل، كما رحل الاستعمار الفرنسي عن الجزائر، وكما رحل الأمريكان عن فيتنام، وهذا ما يعلمه غوتريش، ولكنه لا يستطيع أن يبوح به خوفًا على منصبه، أو خوفًا من العقوبات الصهيونية له.
نحن في فلسطين جل قادتنا وشعبنا يعلمون قبل غوتريش أنه لا وجود لحل الدولتين، ويعلمون أن حكومات (إسرائيل) ترفض هذا الحل، وتعمل في الميدان ضده، ويعلمون أن حل الدولتين كان كذبة أميركية إسرائيلية، لذا فإن قيادات شعبنا الفلسطيني عدا قلة من رجال محمود عباس، يعملون على حلول بديلة، لأنها هي التي تمنح الحرية إلى الفلسطيني والاستقرار والسلام إلى الشرق الأوسط.