فلسطين أون لاين

أقر تقرير لجنة القدس للعام 2022

بالصور التشريعي: القدس دخلت مرحلة خطيرة والاحتلال يسعى لفرض سيادته على الأقصى

...
جانب من جلسة المجلس التشريعي اليوم (تصوير : محمود أبو حصيرة)

حذر المجلس التشريعي الفلسطيني من تسارع خطى تقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانيا، مؤكداً أننا "دخلنا منعطفا تاريخياً حادا ومرحلة بالغة الخطورة"، داعياً فصائل المقاومة للحفاظ على متكسبات معركة "سيف القدس" والبناء عليها في كل المحاور.

جاء ذلك خلال جلسة للمجلس عقدها اليوم الأربعاء، في مقره بغزة، لإقرار تقرير لجنة القدس والأقصى الخاص بواقع مدينة القدس ومقدساتها في عام 2022م.

وقال رئيس المجلس بالإنابة د. أحمد بحر :"إن استمرار اقتحام وتدنيس المسجد الأقصى، وهدم البيوت وطرد وتهجير المقدسيين، وتدنيس المقابر، وغيرها من الإجراءات العدوانية والعنصرية، يثبت أن القدس، أضحت اليوم في عين العاصفة".

وأضاف أن جلسة التشريعي هي "صرخة تحذير لشعبنا وأمتنا العربية والإسلامية ولأحرار العالم، بأننا دخلنا منعطفًا تاريخيًا حاداً ومرحلة بالغة الخطورة، وأننا أمام خطر متسارع لتقسيم الأقصى زمانياً ومكانياً وفرض السيادة والسيطرة الصهيونية عليه".

وتابع "ونقرع ناقوس الخطر في وجه الأمة كي تنهض، وتنتصر لقدسها ومقدساتها"، محييًا المقدسيين الصامدين المرابطين، الذين يذودون عن القدس والأقصى والمقدسات، ويتصدون لأبشع حملة عنصرية في التاريخ بإيمانهم بعدالة قضيتهم، ومقاومتهم الفذة.

ودعا بحر الكل الفلسطيني للنفير العام وإعلان الغضب العارم لحماية القدس والأقصى والمقدسات، وإطلاق كافة أوجه وأشكال المقاومة في وجه الاحتلال لاستنزافه وإفشال مخططاته، مستذكرًا هبة النقب التي كانت قبل عام من الآن التي أفشلت خطط الاحتلال في الداخل المحتل.

وطالب السلطة برام الله برفع يدها الغليظة عن المقاومة وعن شعبنا المنتفض، مستنكرًا اعتداء أجهزة السلطة على مسيرة نابلس السلمية التي خرجت رفضًا لجرائم الاحتلال وتطالب بوقف التنسيق الأمني والاعتقال السياسي، وعلى الصحافيين الذين كانوا يغطوا المسيرة.

كما طالب الأمة العربية الإسلامية لنبذ المطبعين وتجريمهم الذين يجددون الاجتماعات التطبيعية مع الاحتلال بما يسمى "منتدى النقب"، مؤكدًا أن التطبيع يشكل خطيئة تاريخية وجريمة كبرى ستؤدي إلى تصعيد العدوان الصهيوني الفاشي بحق شعبنا ومقدساته.

وعبر عن تقديره لكافة المواقف البرلمانية، وخاصة مجلس النواب الأردني في مواجهة اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى.

وشدد بحر على ضرورة تشكيل جبهة برلمانية عالمية تشكل قوة تأثير ضاغطة في المحافل الدولية والمنظمات الأممية لإدانة العدوان الصهيوني، واتخاذ الخطوات العملية لكبح سياسات الاحتلال.

انتهاكات واسعة

وقالت اللجنة في تقريرها الذي تلاه رئيسها د.يوسف أبو حلبية، إن عام 2022 شهد ارتقاء (19) شهيدًا مقدسيًا، احتجز الاحتلال (7) شهداء منهم، ليرتفع عدد الجثامين المحتجزة إلى (23) شهيدًا مقدسيًا.

كما بلغ عدد المستوطنين المقتحِمين للمسجد الأقصى أكثر من (56,700) مقتحم.

واعتقل الاحتلال أكثر من (2998) مقدسيًا؛ بينهم نساء، وأطفال، ومُسِنُّون، حَكَمَ على (177) مقدسي بالسجن الفعلي، و(107) مقدسي بالسجن الإداري، وأقدّم الاحتلال على حبس (222) مقدسيا في منازلهم، وأبعد أكثر من (967) مقدسيًا، وهدم الاحتلال (223) منشأة ومنازل مقدسية.

وكثف الاحتلال انتهاكاته واعتداءاته على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وارتفعت أعداد المشاريع الاستيطانية بالقدس إلى (72) مشروعًا.

النواب ينددون

من جهته، استنكر النائب عن كتلة فتح البرلمانية د.إبراهيم المصدر جرائم الاحتلال بحق كل ما هو فلسطيني والتي كان آخرها حظر رفع علم فلسطين في الداخل المحتل، مؤكدًا على أهمية التوحد فلسطينيًا وفق برنامج وطني واضح، ووقف التطبيع.

بدوره قال النائب عن كتلة فتح البرلمانية أشرف جمعة :"علينا أن نتحرك نحن من أجل الدفاع عن القدس ولا نستجدي الآخرين، وإذا أردنا أن يهب العالم لنصرتنا علينا أن نتحرك نحن أولاً، داعيًا لجلسات للمجلس التشريعي لإنهاء الانقسام ولملمة الشمل الفلسطيني، ووضع الخطط للدفاع عن القدس والمقدسات، وألا نعيش دور الضحية".

من ناحيته، أكد النائب د.مشير المصري أن القدس بؤرة الصراع والقضية الفلسطينية، وما ورد في التقرير يحملنا جميعًا المسؤولية للوقوف دون تنفيذ المخططات الصهيونية، محذرًا من خطورة هذه المخططات وأنها ستؤدي إلى انفجار المنطقة، معتبرًا التطبيع مع الاحتلال مشاركة فعلية في كل جرائمه، وأن التنسيق الأمني هو تكريس للانقسام.

من جهته، قال النائب م.إسماعيل الأشقر :"إن حكومة الاحتلال منحرفة اخلاقيًا وأن على المطبع مع الاحتلال عليهم وقف هذا التطبيع فورًا"، مؤكدًا على أن القدس هي بوصلة الصراع وأنه على جميع الدول العربية المطبعة وقف التطبيع وطرد سفراء الاحتلال.

من ناحيته، قال النائب د.محمود الزهار :"نؤكد أن هذه الجرائم هي تمس ثوابت الأمة العربية والإسلامية، بكل مكوناتها وعلى الجميع أن يعي ذلك"، مشيرًا أن الصراع الآن تركز في الأقصى المبارك ومن خلفها كل الأمة لذا يجب أن نذكر أنفسنا أن هناك وعد من الله بهزيمة الاحتلال.

توصيات ودعوات

وفي التوصيات، ثمن التشريعي صمود المقدسيين، ومواجهتهم المخططات الصهيونية الرامية لتهويد الأرض والمقدسات، داعيًا للاستمرار فيه، وحشد كل الطاقات للرباط في الأقصى، ومواجهة مخططات الاحتلال.

وطالب فصائل المقاومة بالحفاظ على مكتسبات معركة "سيف القدس"، والبناء عليها في كل المحاور بما يراكم القوة ويعد العدة نحو التحرير القريب.

كما طالب السلطة برام الله تقديم الدعم السياسي والقانوني للمقدسيين، وتعزيز الإرادة الشعبية المقدسية ودعمها والحفاظ عليها عنواناً للمواجهة، مع ضرورة وقف جميع أشكال التنسيق والتعاون الأمني، ورفع يدها الآثمة عن الثائرين المنتفضين المقاومين للاحتلال الصهيوني.

ودعا التشريعي البرلمانات العربية والإسلامية لتجريم التطبيع مع الاحتلال الصهيوني، وإلزام حكوماتها بوقفه، وسن القوانين اللازمة لإجبار الدول المطبِّعة على التراجع عن تطبيعها ودعم القدس وأهلها.

وطالب الأردن للاستمرار بالمطلوب منها في حماية القدس والأقصى والمقدسات، وتقديم المزيد من الدعم لدائرة الأوقاف الإسلامية المُشرِفة على الأقصى، ودعم المبادرات والجهود الشعبية في القدس.

ودعا علماء الأمة ودعاتها ببيان أهمية ومكانة الأقصى وحاضنته القدس، وتوحيد الجهود لمواجهة الاحتلال الصهيوني المخططات، وتعزيز الوعي الإسلامي بالموقف الشرعي الواضح في تجريم اقتحام الأقصى، وفي وجوب الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى.

وطالب التشريعي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بمحاسبة الاحتلال على ما يقوم به من فصلٍ وتمييزٍ عنصري.

ودعا وزارة التربية والتعليم العالي بتكثيف ما يرتبط بالقدس والأقصى في المناهج التعليمية، وذلك في إطار بناء جيل التحرير، ووسائل الإعلام لكشف الانتهاكات الصهيونية وفضحها والتحذير منها.

المصدر / فلسطين أون لاين