كشفت الخارجية الأمريكية في تصريح صحفي لها يوم الأحد، عن توجه وفد حكومي أمريكي رفيع المستوى إلى الإمارات العربية المتحدة؛ للمشاركة في أول اجتماع لمجموعات عمل منتدى النقب يومي 9 و10 كانون الثاني/ يناير؛ الذي يضم ممثلين عن حكومات دول عربية مطبعة؛ لتعزيز المبادرات الرامية إلى تشجيع ما سمي بالتكامل والتعاون الإقليميين من خلال ست لجان، استعداداً لانعقاد المنتدى في المملكة المغربية.
في مقابل ذلك، كشفت سلطات الاحتلال تسليم 5 إنذارات بالهدم لمنازل ومنشآت في مدينة رهط في النقب المحتل يوم الأحد. سراب التنمية سرعان ما بددته الحقائق على الأرض في النقب هدماً وتهجيراً.
ليس حدثاً عارضاً أو مصادفة، فالهدم والتهجير خطة العمل المعلنة لحكومة الاحتلال؛ للسيطرة على الجليل والنقب من الحكومة الفاشية بزعامة بنيامين نتنياهو ومن سبقها.
سراب يكشف أوهام التنمية التي تسوّقها الخارجية الأمريكية للمتحمسين لمشاريع التطبيع مع الكيان؛ فالحقائق على الأرض واضحة لا لبس فيها؛ هدم وتهجير واقتحامات واغتيالات.
منتدى النقب المنوي عقده في المملكة المغربية لن يغير واقع النقب المحتل الذي تسلم ملفه بتسلائيل سموتريتش زعيم حزب الصهيونية الدينية وزير المالية الإسرائيلي الحالي، إلى جانب إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي وزعيم (حزب قوة اليهود الفاشي)، مهمة جاءت حصيلة الاتفاق مع نتنياهو، وحازت على دعم مؤسسات الحكم في الكيان المحتل.
حصل سموتريتش وحزبه بموجب هذا الاتفاق على وزارة المهام القومية التي سيوجد ممثلوها في إدارة ما تسمى "سلطة أراضي" (إسرائيل) ولجان التخطيط القطرية واللوائية، خصوصا في المدن المختلطة: الجليل والنقب والضفة.
خطة هدم المنازل وتهجير سكان النقب عابرة لحكومات الاحتلال، ولا تقتصر على بن غفير وسموتريتش ونتنياهو؛ فالخطط التي سينفذها الثلاثة المذكورون أقرتها حكومة نفتالي بينيت وبيني غانتس ويائير لبيد، عرابي منتدى النقب.
مخطط حكومة لبيد شمل إقامة 14 مستوطنة ومدينة تضم في أغلبها يهوداً حريديم (متدينين) توفر لهم: الأمن الغذائي، وتكنولوجيا المياه، والطاقة النظيفة، والسياحة، والصحة، والتربية والتعايش، والأمن الإقليمي المدعوم عربيا.. وللأسف أن ذلك كله على حساب فلسطينيي النقب.
منتدى النقب تظاهرة إعلامية تخفي تحتها كارثة حقيقية يعاني بسببها الفلسطينيون، ما يجعل من المنتدى وانعقاده بمنزلة غطاء لهذه السياسة الفاشية، وهو أمر يحتاج من الدول العربية المشارِكة في منتدى النقب للتوقف عن ملاحقة السراب وتسويقه، والمسارعة بمراجعة حساباتها قبل وقوع الكارثة، فالمنتدى مجرد غطاء لمشاريع جديدة لتنمية الاستيطان وتسمين المستوطنات على حساب الفلسطينيين في أراضي الـ48 والـ67.