أن تدلي برأيك في مسألة حساسة بإطلاق القول بسطحيّة مجردة من الاستدلال والقياس والاجتهاد المبرأ من الهوى لا قيمة له في التداول ولا في منطق الديمقراطية، فالرأي شيء وانفعالاتك وميولك التي تسجِّل بها مواقفَك شيء آخر، والرأي ليس حكمًا قاطعًا وإنما نتيجة مبنية على استنتاج منطقي، وهي نتيجة فردية تحتاج إلى تكوين رأي جماعيّ يتضمنها أو يثبتها أو ينفيها.
دعني أسأل معك، وكن على يقين أن الإجابة لا ينبغي أن تكون مني ومنك، لأن الإجابة تتطلب الكثير من المختصين والخبراء في السياسة والاجتماع والثقافة والديانة والأمن والحرب:
• هل يمكن أن تنجح العلاقة مع الكيان ومعنا كل هذا التاريخ الدموي معه، وكل هذا الثأر؟!
• ما أول شعور سيشعر به الإسرائيلي إذا دخل بيننا معرِّفًا نفسه؟، وكيف سيكون ردّ فعل الشخص البسيط في الشارع عندما يعلم أن من يتعامل معه إسرائيلي؟
• بعيدًا عن الدعاية الإعلامية من أي جانب: ما حقيقة الفائدة التي تجنيها مصر والأردن والدول المطبّعة سياسيًّا مع الكيان من علاقتها معه؟
• أم أن الفائدة من العلاقة معه هي المدخل السهل لقبول أمريكا العلاقة معنا؟
• وهل نظرية الدخول إلى أمريكا عبر الكيان برهنت صحتها أم أنها مجرد رأي سطحي غير مدروس وغير متحقق النتائج؟
• ثم هل يمكن للكيان أن تعيش طويلًا في قطعة أرض صغيرة محدودة وهو معزول لغويًّا ودينيًّا وأمنيًّا واجتماعيًّا؟
• الأمر المهم: هل شبكة مصالح الأمن القومي _والداخلي منه خصوصًا_ تحتمل علاقة تطبيعية متطورة مع الكيان الإسرائيلي؟