المواطن في الضفة الغربية وقطاع غزة بحاجة ملحة إلى بصيص أمل في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية الخانقة، وإن كان هناك تفاوت كبير في المعاناة، فغزة تتحمل الجزء الأكبر منها، بسبب الحصار الخانق ومضاعفاته، وهي لا تخفى على أحد.
واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير وصف المشاورات التي تجري مع الفصائل بخصوص المشاركة في اجتماع المجلس الوطني بـ"الإيجابية"، خصوصًا مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي، لاسيما أن أعضاء الأولى في التشريعي تلقائيًّا هم أعضاء في المجلس الوطني، حسب قوله، ومن جانب آخر قال د. ناصر الدين الشاعر: "هناك بوادر مصالحة قريبة بين حركتي حماس وفتح"، لافتًا إلى أن عدة ملفات مهمة ستنجز قبل عيد الأضحى.
إذا كان ثمة رابط بين تصريحات أبو يوسف والشاعر فكلاهما يتحدث عن أحداث مكانها الضفة الغربية لا علاقة لغزة بها، أي ربما يكون هناك اتصال مع بعض النواب من حركة حماس في الضفة الغربية من أجل المشاركة في اجتماع المجلس الوطني بصفتهم نواب عن حماس وكونهم أعضاء _تلقائيًّا_ في المجلس الوطني، أكثر من هذا لا يمكن أن يكون، خاصة أنه لم يصدر عن المكتب السياسي لحركة حماس أي تصريح بهذا الخصوص، وربما في الساعات القليلة القادمة نجد نفيًا قاطعًا لكل ما قيل آنفًا.
ملخص القول: إنه لا يوجد بوادر حقيقية لإنهاء الانقسام بين فتح وحماس، ولا أعتقد أن توافق حركة حماس على المشاركة في اجتماع المجلس الوطني دون رفع العقوبات عن قطاع غزة، والموافقة من بعض نواب حماس بالضفة تكون اجتهادًا شخصيًّا منهم، وليست خطوة أولى تجاه المصالحة, لذلك لا يمكننا رؤية نهاية النفق السياسي من تلك التصريحات الضعيفة وغير المبنية على وقائع وحقائق، بل هي منفصلة تمامًا عن الواقع، والأهم من هذا وذاك أن أصحاب تلك التصريحات ليسوا أصحاب قرار فيما يخص المصالحة؛ فالأول لا ينتمى إلى فتح أساسًا، والثاني قال إنه لا ينتمي إلى أي تنظيم سياسي.