فلسطين أون لاين

14 عامًا على اغتيال العالم المجاهد نزار ريان

...
14 عامًا على اغتيال العالم المجاهد نزار ريان
غزة/ جمال غيث:

يوافق اليوم الأول من يناير/ كانون الثاني، الذكرى الرابعة عشرة لاستشهاد العالم المجاهد الشيخ نزار ريان، الذي ارتقى مع زوجاته الأربع وأحد عشر من أبنائه، بعد أن قصفت طائرات الاحتلال منزله في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي بدأ في 27 ديسمبر عام 2008م، واستمر 22 يوما.

كان الشيخ ريان عالمًا مجتهدًا في علم الحديث الشريف، وقائدًا سياسيًّا في حركة المقاومة الإسلامية حماس، له مقولة مشهورة يعرفها جيش الاحتلال: "لن يدخلوا مخيمنا"، فأخفق في اجتياح مخيم جباليا في شمال قطاع غزة عام 2004م.

اشتهر بمبادرته بتشكيل دروع بشرية لحماية منازل المواطنين من قصف طائرات الاحتلال، إذ كان الشيخ ريان، ومعه مئات المواطنين، يهرعون لاعتلاء أسطح البيوت المهددة بالقصف للحيلولة دون تدميرها.

وكان الشيخ ريان في ساعات النهار عالمًا يتجول بين مجلدات العلم في مكتبته التي تضم ما يزيد على خمسة آلاف مجلد ومرجع شرعي، وفي ساعات الليل مرابطًا على ثغور قطاع غزة.

 المولد والنشأة 

ولد في السادس من مارس عام 1959، في مخيم جباليا لاجئًا من بلدة "نعليا" قرب مدينة عسقلان، وترعرع في رحاب مسجد الخلفاء الراشدين الذي كان فيه إمامًا وخطيبًا.

حصل على درجة البكالوريوس في أصول الدين من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض عام 1982، وتتلمذ على يد كبار مشايخ الحجاز.

اقرأ أيضا: ​نزار ريان.. النموذج الفريد للعالم الشهيد

نال درجة الماجستير من كلية الشريعة في الجامعة الأردنية في عمان، في تخصص الحديث الشريف عام 1990، ثم أكمل درجة الدكتوراة من جامعة القرآن الكريم في السودان عام 1994م، وواصل مسيرة العلم وأشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراة بعد أن حصل على درجة الأستاذية في الحديث الشريف.

واشتهر الشيخ ريان بشعبيته الكبيرة في الشارع الفلسطيني، وقربه من المواطنين، ومشاركتهم الوسط الذي يعيشون فيه، وكان أحد رجال إصلاح ذات البين بين الناس.

الاعتقال والشهادة

اعتقل الشيخ ريان، على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي عدة مرات ليقضي في سجونها نحو أربع سنوات، كما اعتقلته أجهزة أمن السلطة مرات عديدة وعُذِّب في سجونها.

وكان بارزاً في كل الميادين، فخاض صولات وجولات في معركة أيام الغضب حتى اندحرت دبابات الاحتلال من شمال القطاع عام 2004، وكان يقود طليعة المجاهدين على الثغور، ويبث فيهم روح العزيمة والثبات، ويقوم الليل معهم في ميدان الرباط.

وحرص على تقدم صفوف المجاهدين، وقدم نجله "إبراهيم" شهيدًا في عملية فدائية في مستوطنة "إيلي سيناي" عام 2001، قتل فيها 6 من جنود الاحتلال، واستشهد أخوه الأصغر واثنان من أولاد أخيه في "محرقة غزة" في فبراير 2008، وأصيب ابنه بلال وبترت قدمه.

وكان ريان يحث المجاهدين على الجهاد والمقاومة ويحبب لهم الشهادة، في أثناء مشاركته للرباط معهم مرتديًا بزته العسكرية.

وفي عصر يوم الخميس، الأول من يناير عام 2009م، في معركة الفرقان، قصفت طائرات الاحتلال بيت الشيخ ريان، ليقضي شهيدًا مع زوجاته الأربع وأحد عشر من أبنائه.