فلسطين أون لاين

​نزار ريان.. النموذج الفريد للعالم الشهيد

...
الشهيد نزار ريان مع المرابطين شمال القطاع (أرشيف)
غزة/ فلسطين:

وافق، أمس، الأول من يناير/ كانون ثان لعام 2009م، الذكرى السنوية، لاستشهاد العالم نزار ريان، الذى ارتقى برفقة زوجاته الأربعة، وأحد عشر من أبنائه، إثر قصف جوي إسرائيلي لمنزل العائلة شمال قطاع غزة.

وأبصر ريان، الحياة، في السادس من مارس عام 1959م، في مسكر جباليا، بعدما هجرت عائلة قسرا من بلدة "نعليا" قرب عسقلان، مترعرعا في رحاب مسجد الخلفاء الراشدين الذي كان فيه إماما وخطيبا.

حصل على بكالوريوس أصول الدين من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض عام 1982، وتتلمذ على يد مشايخ الحجاز كالشيخ عبد الرحمن البراك، والشيخ بن جبرين.

ونال درجة الماجستير من كلية الشريعة في الجامعة الأردنية - عمان، في تخصص الحديث الشريف عام 1990، ثم أكمل درجة الدكتوراه من جامعة القرآن الكريم في السودان عام 1994م، وواصل مسيرة العلم وأشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه بعد أن حصل على درجة الأستاذية في الحديث الشريف.

وتمتع الشيخ ريان بشعبية كبيرة في المجتمع الفلسطيني، واشتهر بالتصاقه الشديد بالحياة اليومية للمواطنين، وكان أحد رجال الإصلاح.

اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي مرات عديدة؛ وقضى في سجونها أربع سنوات، كما اعتقلته السلطة مرات عديدة وعُذِّب في سجونها.

وبرز العالم مجاهدا في ميادين القتال ضد الاحتلال، فخاض صولات وجولات في معركة "أيام الغصب" حتى اندحرت دبابات الاحتلال عن شمال القطاع عام 2004، وكان يقود طليعة المجاهدين على الثغور، ويبث فيهم روح العزيمة والثبات، ويقوم الليل معهم في ميدان الرباط.

ودأب الشيخ ريان على تقدم صفوف المجاهدين، وقدم نجله إبراهيم شهيداً في عملية فدائية داخل مغتصبة (إيلي سيناي)، عام 2001م، قتل فيها 6 من جنود الاحتلال، بينما استشهد أخوه الأصغر واثنان من أولاد أخيه، عام 2009م، وأصيب ابنه بلال وبترت قدمه.

وقاد أول مبادرة لحماية منازل المجاهدين المهددة بالقصف الإسرائيلي، عبر التجمهر مع المواطنين فوق أسطحها، مانعا الاحتلال من سياسته التي حاول فرضها، وأضفى طابعاً خاصا على المناورات العسكرية لكتائب القسام، حين يتقدم ركبهم ببدلته العسكرية يحثهم على الجهاد، ويحبب إليهم الشهادة.

وقضى ريان حياته قائدا سياسيا في حركة حماس،ومجاهدا عسكريا مرابطا على تخوم الوطن، وعالما يقضى نهاره يتجول بين مجلدات العلم في مكتبته التي كانت تضم ما يزيد على خمسة آلاف مجلد ومرجع شرعي.

وخلال العدوان الإسرائيلي على غزة، 2008-2009م، قرر جيش الاحتلال قصف منزل العالم ريان، لكنه رفض الخروج منه، "كيف لا وهو الذي كان يقف على أسطح بيوت المجاهدين لحمايتها"، وبقى في منزله حتى قصفته طائرات الاحتلال واستشهد مع عائلته.