فلسطين أون لاين

حكومة الاحتلال تواجه معضلة مبكرة في علاقاتها الدولية

لم تبدأ حكومة الاحتلال مهامها بعد، لكنها بعد لحظات قليلة فقط من المصادقة عليها، كانت كفيلة بإثارة عواصف لن تنتهي حتى إتمام فترة ولايتها الكاملة، إن أكملتها، في ضوء جملة قضايا خلافية ستشرع بها، لاسيما على الصعيد الداخلي، مثل قانون التمييز، ومعاملة الشاذين، والمواجهات مع قائد الجيش ومفوض الشرطة، وتقسيمات وزارتي التعليم والحرب، وتعيين وزير فاسد، فضلا عن جملة تحديات سياسية وأمنية ستواجهها.

أولى القضايا الأساسية على أجندة الحكومة سيكون ملف العلاقات الدولية، وقد تشكل أبرز التحديات التي ستكون محور عمل حكومة نتنياهو السادسة، لأنه في هذه الأيام تتواصل أنظار العالم متابعة إجراءات تشكيل الحكومة الموصوفة غربياً بأنها متطرفة بشكل خاص، وفي هذه الحالة لا يخفي العاملون بوزارة الخارجية حيرتهم: هل يضحكون أم يبكون، عندما سمعوا عن التناوب على الوزارة بين إيلي كوهين ويسرائيل كاتس، لأن كلا منهما لديه خطة عمل مختلفة عن الآخر.

اقرأ أيضًا: بدلا من المواجهة.. المجتمع الدولي يغرق في تفاصيل التطرف الإسرائيلي

هذا الإجراء الذي افتعله "الساحر" نتنياهو لإرضاء الغاضبين في الليكود من حرمانهم من حقائب مهمة ذهبت لشركائهم في القوى الدينية الأخرى، مما يعني تحويل وزارة الخارجية إلى جسم إداري صغير وضعيف، وستكون في الطريق إلى فشل جديد، وما زالت تتعافى من إضرابات العاملين فيها بسبب تراجع أجورهم خلال الفترة الماضية.

لن يكون صعبا مع مرور الوقت اكتشاف أن هذا التعيين المزدوج سيشكل ضربة قاسية للدبلوماسية الإسرائيلية، وعلاقاتها الخارجية الدولية، فضلا عن مكانتها التي تشكو من تراجع واضطراب لا تخطئهما العين، لأنه سيتضح للجميع أنه يستحيل بناء مفهوم دبلوماسي وخطة عمل لمدة عام واحد فقط، يستغرقها الوزير الجديد وقتًا للتعلم، ثم يرغب بتحديد وجهة نظره للعالم، ووقتاً آخر لإقامة علاقات مع نظرائه وكبار الشخصيات من حوله، ويصعب تطوير هذه العلاقات في عام واحد. 

اقرأ أيضًا: نيويورك تايمز: حكومة نتنياهو خطر جدّي يُهدد الكيان

فضلا عما تقدم فإن وزير الخارجية الجديد كوهين، يمثل حكومة تعتبر إشكالية من قبل الكثيرين في المجتمع الدولي، الذين يرونها يمينية راديكالية، وتعيين وزير لمدة عام، ثم استبداله لمدة عامين، ومرة ثالثة في السنة الرابعة، يعني عدم جدية في تعيينهما من قبل وزير الخارجية الفعلي للاحتلال وهو نتنياهو ذاته. 

اللافت أن كوهين سيدخل وزارة الخارجية وحوله ثلاث شخصيات تطغى عليه في العلاقات الدولية: نتنياهو، ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، ووزير الشؤون الإستراتيجية رون دريمر، والثلاثة لديهم خبرة كبيرة في العمل الدبلوماسي، أي أنه سيكون محاطًا بمن يفهمون السياسة الخارجية أكثر منه، رغم أنه وزير مخابرات سابق، وتعامل مع قضايا مهمة مثل العلاقات مع السودان والدول الإسلامية في إفريقيا.