فلسطين أون لاين

تُنذر بمواجهة فتحاوية عقب رحيل عباس

تقرير تسريبات الشيخ تعكس حالة الفوضى داخل السلطة

...
تسريبات الشيخ تعكس حالة الفوضى داخل السلطة
رام الله-غزة/ محمد أبو شحمة:

أماطت التسريبات الأخيرة للقيادي في حركة "فتح" وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ، الستار عن المعركة الخفيّة وغير الأخلاقية التي تُدار داخل أروقة السلطة بشأن خلافة رئيس السلطة محمود عباس بعد وفاته.

وتعكس اللغة التي تَحدَّث بها الشيخ في التسريبات حالة الصِّدام الموجودة داخل حركة "فتح"، وتغييب المؤسسات الفلسطينية عن القيام بدورها بعد وفاة رئيس السلطة، واختيار الشخص الجديد للمنصب بعيدًا عن القانون الأساسي الفلسطيني، أو بالانتخابات الرئاسية.

وتُنذر التسريبات التي كشفتها وكالة "شهاب" الثلاثاء الماضي، عن تحوّل الضفة الغربية المحتلة إلى حالة من الفوضى في اليوم التالي من وفاة عباس، ودخول أقطاب السلطة بصراعات قد تكون مسلحة، خاصة مع غياب المنظومة القانونية والتشريعية.

وأظهر التسجيل غضب الشيخ من عباس ومدير جهاز المخابرات ماجد فرج، وتهجُّمه عليهما، واتهامه رئيس السلطة البالغ من العمر 87 عامًا بـ"المشاركة في الفوضى الحالية، والاستفادة منها".

اقتتال داخلي

رئيس المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية- مسارات، هاني المصري، أكد أنّ هناك عدة سيناريوهات بعد وفاة عباس، أبرزها السيناريو السيء وهو الدخول إلى الفوضى وحالة من الاقتتال بسبب الخلافات الفتحاوية.

وقال المصري لصحيفة "فلسطين": "لا يوجد آلية قانونية متوافق عليها لإشغال منصب رئيس السلطة في ظل تعطّل المجلس التشريعي، مع غياب الوفاق الوطني الذي يسد الثغرة، لذلك سنكون أمام صراعات باللجوء للمجلس المركزي، وتكليفه بهذه المسؤولية".

وأضاف المصري: "هناك احتمالية الذهاب إلى اقتتال وفوضى سيستفيد منها الاحتلال، وستدفع القضية الفلسطينية الثمن غاليًا، لذلك يجب الاستعداد لمواجهة هذه التطورات، وتحويل التهديد إلى فرصة، خاصة أن التهديدات ستصبح حقائق على الأرض".

وأوضح أنّ قيادات "فتح" هي من تزاحم على منصب رئيس السلطة، ولكن يجب أن يكون للفصائل وجميع المؤسسات دور بعد شغور هذا المنصب، ومعرفة البرنامج الوطني الذي يجب الاعتماد عليه عند اختيار رئيس السلطة.

حسم النفوذ

الكاتب والمحلل السياسي، ربيع أبو حطب، أكد أنّ التسريبات التي ظهرت للشيخ، تأتي في سياق اشتداد حالة الاستقطاب وصراع حسم النفوذ وخلافة عباس.

وقال أبو حطب في حديثه لـ"فلسطين": "الأهم في التسريبات هو ما تحدث عنه الشيخ من حرص عباس على الفوضى والإقصاء، وما يُقوّض تجديد الشرعيات وهو دأب معهود عن هذه السلطة عامة و"فتح" خاصة".

وأضاف أبو حطب: "التسريبات أظهرت محاولة الشيخ إظهار نفسه بالمُسيطر والمُطّلع على الترتيبات كافة، ومحاولة استثارة عاطفة الفتحاويين بأنّ "حماس" هي المستفيدة وتسويق نفسه كمُنقِذ".

وأوضح أنّ التسريبات تعكس شعور الشيخ بالخطر وفُقدان زمام المبادرة، وأنه ليس من السهل فرضه بالأدوات والوسائل التي كانت بعد رحيل ياسر عرفات.

وبيّن أنّ أخطر ما جاء في التسريبات هو حديث الشيخ عن الاستعداد للصدام، وهو ما يُعدُّ تهديدًا مُبطّنًا وإشارة إلى حالة الاحتراب التي قد تلي غياب عباس أو حتى في وجوده.

وأردف بالقول: "ما قاله الشيخ ليس بجديد على فتح، إذ مارست الجريمة السياسية في كثير من محطاتها المفصلية الداخلية، أو مع الخصوم السياسيين".

حالة من الفوضى

من جانبه، أكد الكاتب والمحلل السياسي، راشد البابلي، أنّ تسريبات الشيخ تأتي وسط حالة من الفوضى الخفية التي تعيشها السلطة وربما بعض الأطراف الإقليمية والدولية للبحث عما هو بعد "محمود عباس".

وقال البابلي في حديثه لـ"فلسطين": "ما هو أخطر أن تنتقل الحرب الخفية إلى حرب أهلية وهو ما قد يُفهم من الممارسات لبعض الأفراد المحسوبة على الشيخ وغيره برفع صور لهم، والعمل على تكوين مليشيات مسلحة هنا وهناك".

وأضاف البابلي: "سيناريوهات ما بعد وفاة عباس، ستكون هناك حالات من الخلافات بين قيادات حركة فتح أنفسهم، خاصة المتصارعين على خلافة عباس".