فلسطين أون لاين

مجموعات فدائية مقاومة من شخص واحد

بغضّ النظر عن التنظيم الذي ينتمي إليه الشاب المقدسي إسلام فروخ، المسؤول عن عملية تفجير عبوتين ناسفتين في القدس في الثالث والعشرين من الشهر الماضي، ما أدى إلى مقتل مستوطنين من الصهاينة، وإصابة 25 منهم بجراح، فقد تميّز المقاوم إسلام فروخ بالعمل الفردي، وكان عمله موجهًا ضد العدو الإسرائيلي، وعمل بصمت وذكاء، وابتعد عن الحديث عما يقوم به من فعل، وابتعد عن المباهاة، ولم يستخدم أجهزة الاتصال الذكية، وحافظ على السرية، وأعدَّ العبوات الناسفة، وقام بتفجير ناجح في قلب القدس المحتلة، أثار الخوف في نفوس الأعداء، وخلق حالة من الفرح والأمل في نفوس الفلسطينيين.

إسلام فروخ نموذج للفلسطيني الذي عمل ضد الاحتلال بقناعة تامة، وإيمان صادق بحقه في الدفاع عن وطنه، لقد اختار طريقه في المقاومة، واستخدم ما وقع تحت يديه من إمكانيات، واستعدَّ لكل احتمال، ولم يطلب مساعدة أحد، ولم يطلب مكافأة مالية، ولا درجة وظيفية، وإنما طلب رضا الخالق، وتعزيز روح التضحية والفداء في نفوس الشباب الفلسطيني، الذي سيحاكي نموذج إسلام فروخ في المرحلة القادمة.

إسلام فروخ ليس استثناءً، وليس حدثًا جديدًا على الساحة الفلسطينية، لقد سبقه عدي التميمي، وقد افتتح مدرسة التضحية بمسدس أوجع الصهاينة أكثر من كل الطائرات، والدبابات التي تمتلكها الجيوش العربية مجتمعة، وهذا ما فعله من قبل المقاوم أحمد نصر جرار، الذي جرجر الجيش الإسرائيلي إلى الكمين، وقد لحق به على الدرب نفسه أشرف نعالوة، وإبراهيم النابلسي ورعد خازم، وغيرهم الكثير من أبطال الضفة الغربية أمثال الأستاذ فادي أبو شخيدم من القدس، والأستاذ محمد الجعبري من الخليل، ومن قبل كان ثائر حامد من بلدة سلواد، الذي قتل 11 إسرائيليًا قنصًا، ولم يُكشف أمره إلا بعد عامين من تنفيذ عملية القنص.

اقرأ أيضًا: بطلها أحمد جرار.. أربعة أعوام على عملية حفات جلعاد

الجديد المثير للحزن والغضب، كيف وصلت يد المخابرات الإسرائيلية إلى إسلام فروخ؟ ما الخطأ الاستراتيجي الذي وقع فيه هذا المقاوم المبدع؟ وهل نُصبت الكمائن له، أم غفل هو عن الفخاخ الأمنية؟ ولا سيما أن الشاباك يتحدث عن مقاوم ابتدع وسائل القتال، وأخفى ما يقوم به حتى عن الأعز على نفسه.

اقرأ أيضًا: والدة المقاوم فادي أبو شخيدم تروي تفاصيل آخر اتصال بينهما

تجربة إسلام فروخ يجب أن تتابع، وأن تُدرس، وتُكشف ملابساتها للشباب الفلسطيني، ولا سيما أن الرجل قد رسم معالم مرحلة جديدة من المقاومة، مرحلة الفرد المقتنع بما يقوم به من فعل مقاوم، مرحلة التشكيل التنظيمي الذي يعتمد على الفرد، ويصعب الوصول إليه، بل ويستحيل قراءة أفكاره ومخططاته، التي تقوم على المفاجأة، وإحداث الانقلاب الإستراتيجي في المعارك القادمة مع العدو الإسرائيلي.