"الشباب لن يكل همه أن يستقل".. هذا ليس مجرد شعار بل هو منهج يطبقه أعضاء "حملة استح" لمقاطعة (إسرائيل) ، عحتى تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، بحسب العضو في الحملة، نسرين الصغير.
الصغير تقول لصحيفة "فلسطين"، إن الاتجاه الرسمي العربي "هو بانحدار شديد" مفسرة بأن نسبة تطبيع بعض الأنظمة العربية مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي تزداد من يوم لآخر.
وتشير إلى تصريحات بعض المسؤولين العرب الداعية بشكل ضمني أو علني إلى التطبيع مع الاحتلال، ومنها دعوة وزير الاستثمار السوداني مبارك الفاضل، التي لقيت شجبا سودانيا وفلسطينيا واسعا، محذرة من أن بعض الأنظمة العربية تسعى إلى "أن يفتحوا خطوطا للتطبيع مع الكيان الصهيوني".
وشعبيا، فإن ثمة جهودا "لمقاطعة المنتجات الصهيونية" ومنها حملة "استح" التي تنشط في المملكة الأردنية الهاشمية، التي لا تدعو فقط إلى مقاطعة منتجات الاحتلال الإسرائيلي، بل جميع الشركات والمنتجات الداعمة له. وتؤكد وجود إقبال واستجابة للحملة من بعض الشباب، لكن في المقابل هناك من لا يعي أهمية هذه الحملة وآثارها الاقتصادية على (إسرائيل).
وتتابع: "الشعب العربي بحاجة إلى توعية أكبر في مجال المقاطعة. هذه الحملات تحتاج تغطية من وسائل الإعلام الداعمة للمقاومة الفلسطينية"، منوهة إلى أن حملة "استح" لم تحظ بتغطية إعلامية كبيرة، ما تسبب في انخفاض نسبة من تعرف على هذه الحملة.
وتشير إلى أن نسبة مقاطعة منتجات الاحتلال الإسرائيلي ترتفع عندما يشن الأخير عدوانا على غزة أو يقتحم مخيما في الضفة الغربية، لكن بعد انتهاء العدوان العسكري تتراجع المقاطعة من الناس.
لكنها تشدد على أن هذه المقاطعة "لا تنتهي إلا بانتهاء الاحتلال الصهيوني من فلسطين من النهر إلى البحر". وتنوه إلى أن صحفيين إيطاليين طالبوا بمقاطعة منتجات الاحتلال، منبهة في نفس الوقت إلى أن الغرب عندما يدعو إلى المقاطعة، فهو يركز على منتجات المستوطنات، "لكن نحن العرب لا نقتصر المقاطعة على المستوطنات بل تشمل كل الأراضي الفلسطينية المحتلة التي يجب مقاطعة جميع المنتجات الصهيونية فيها".
ومع ذلك توجه الناشطة "الصغير" الشكر لداعمي مقاطعة منتجات الاحتلال الإسرائيلي في الغرب، مطالبة إياهم بمقاطعة كل منتجات الاحتلال سواء أكانت من المستوطنات أم من فلسطين المحتلة سنة 1948م. وتوضح أن الشركات الداعمة لبناء المستوطنات يجب مقاطعتها، وهنا يقع على عاتق الجميع توعية الشعوب العربية بحجم تأثير مقاطعة "الكيان الصهيوني".
وتبين أن الدور في هذه التوعية واجب على كل شخص، لا سيما على الأستاذ في جامعته، أو مدرسته، والأب في أسرته. "نحث الجميع على المقاطعة". أوجه المقاطعة وبحسب "الصغير"، تتعدد أوجه مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي بين المقاطعة الاقتصادية، والسياحية، والرياضية، والثقافية، محذرة من مساع إسرائيلية للتقريب بين مثقفين عرب أردنيين وأشخاص من "الكيان الصهيوني" تحت ستار التعليم أو ما شابه ذلك، ويلتقون في الغور أو أماكن أخرى.
وتؤكد على رفض التطبيع السياحي المتمثل بزيارة فلسطين المحتلة بأي طريقة، قائلة "إن من يريد الذهاب إلى فلسطين يجب أن يتوجه بدبابة ليحررها وليس بموافقة الكيان الصهيوني".
وتردف: "حتى موضوع زيارة المقدسات، هناك أكثر من رجل دين سواء مسيحيا أم مسلما حرموا زيارة المقدسات عن طريق السفارة الصهيونية". وتقول "الصغير" إن الشعوب العربية "لا تعول على الأنظمة التي وقعت اتفاقيات أوسلو ووادي عربة وكامب ديفيد، ولا تؤمن إلا بالكفاح المسلح لتحرير فلسطين".
وتدلل على تضامن الشعوب العربية مع الشعب الفلسطيني، بحملات مقاطعة في المغرب، ومساندة الشعب الجزائري للمنتخب الفلسطيني في مباريات كرة القدم. وعن تأثير تطبيع بعض الأنظمة العربية مع (إسرائيل) على حملات نشطاء المقاطعة، تجيب: "فلسطين محتلة منذ 1948م، لكن الشعب العربي ظل يقاوم مهما طبع النظام الرسمي العربي ستبقى الشعوب مع القضية الفلسطينية".
وتشدد على أن "على الشعوب العربية أن تقاطع لتكون قدوة للشعوب الغربية"، متهمة بعض الأنظمة العربية بعدم الاكتراث بمصلحة القضية العربية والفلسطينية. وتحقق دعوات مقاطعة (إسرائيل) نجاحات عالمية، بحسب مراقبين، وسبق أن وقع 400 فنان عالمي على عريضة تدعم هذه المقاطعة، كما نجح نشطاء حركة المقاطعة العالمية في ولاية ماسوشيتس الأمريكية في إلغاء قانون محلي يحظر دعم هذه الحركة، ورفضت الروائية فاليس ووكر ترجمة بعض أعمالها إلى اللغة العبرية، عدا عن دعوة القاصة الهندية أروندهتي روي إلى مقاطعة ثقافية لـ(إسرائيل).