قبل التوجه لطبيب نفسي يفكر كل منا ألف مرة قبل الإقدام على هذه الخطوة، نظرًا للوصمة الاجتماعية التي سيلصقها المجتمع بك بأنك "مجنون"، ولربما يجهل كثير منا الجهة التي تقدم خدمات الصحة النفسية، أو لارتفاع ثمنها، ومعيقات اجتماعية كثيرة.
لذا من هنا جاء فريق منصة حاكيني من رام الله ليطلق هذه المنصة الإلكترونية لإثراء الثقافة النفسية، وتقديم خدمات عن الصحة النفسية للجمهور وهو في بيته بطريقة سرية، وآمنة، التفرد بتقديم برامج الرعاية الذاتية التي تساعد الشخص على مساعدة نفسه بنفسه للخلاص من مشكلاته النفسية.
تبين المدير التنفيذي لمنصة حاكيني الإلكترونية سندس مليطات أن المنصة تتيح خدمات الصحة النفسية، من خلال توفير حل كامل متكامل لهم.
وتوضح مليطات لصحيفة "فلسطين" أن رحلة الرفاه النفسي لا يتم تجزئتها أو تقسيمها بخدمة أو اثنتين، لذا تقدم المنصة العديد من الخدمات التي تضمن لشخص حصوله على القيمة الكافية من هذا النوع من الدعم النفسي.
وعن سبب إطلاق اسم "حاكيني" على المنصة، تقول: "إيمانًا منا بحاجة الناس لتعبر عن نفسها وتفضفض، ودفعهم لتملك الجرأة وطلب الخدمات النفسية".
وتلفت إلى أن أي شخص يمكنه الوصول إلى منصة، من خلال تحميل التطبيق على الهواتف الذكية، أو وموقعها الإلكتروني على الإنترنت، ومنصات التواصل الاجتماعي أيضًا.
وتؤكد مليطات أن المنصة تبني الثقة بينها وبين الجمهور، حيث تبدأ بمرحلة رفع الوعي من خلال المحتوى الذي تقدمه والذي قام بكتابته اختصاصيون عرب وهو مناسب لتجربة العربية، كما تنفرد بتقديم برامج مساعدة ذاتية لكي يتمكن الشخص من مساعدة نفسه بنفسه.
وتلفت إلى أن المنصة تتبع المعايير العالمية في حفظ المعلومات والسرية حتى تضمن للمستخدم الحصول على تجربة مريحة، وآمنة.
وعن الفئات العمرية التي تقبل على "حاكيني"، تذكر أن الفئات العمرية تتراوح ما بين 18 لـ45 عامًا، وأغلب المشاكل تتمحور حول العلاقات الوالدية، والعلاقات، والاكتئاب، والقلق، والتوتر.
وتنبه مليطات إلى أن اللافت هو إقبال النساء على طلب الخدمات النفسية بنسبة 75%، رغم أن الإحصائيات دائمًا تشير إلى أن المراجعين في العيادات النفسية ثلثاهم رجال، وهذا يشير إلى مدى حاجة النساء إلى خدمات الصحة النفسية ولكن بسبب معايير المجتمع لا تستطيع الوصول إليها.
وتذكر أن المنصة تضم أكثر من 800 اختصاصي وطبيب نفسي في مختلف الاختصاصات، مشيرة إلى أن تفضيل الجمهور للمنصة فاق التوقعات، حيث يزورها 2600 زائر شهريًا، من مختلف الدول العربية، والإقبال على المنصة يزداد بنسبة 40%.
وعن تفضيل الجمهور لهذا النوع من المنصات، ترجع مليطات السبب إلى أنها تقلل من الوصمة الاجتماعية، وسهولة الوصول للاختصاصيين، وأقل تكلفة، كما أن الحلول الرقمية توفر الخدم بطريقة نوعية.
وتنبه أن منصة حاكيني لا تغني عن دور الاختصاصي، ولكنها تساهم في التوجه للاختصاصي في الحالات المتطورة فقط.
وعن واقع الصحة النفسية في الضفة، تشير مليطات إلى أن الإحصائيات التي نشرت في عام 2018 بينت أن 10% فقط من الناس كانوا قادرين على الحصول على خدمات الصحة النفسية، بسبب عدم سهولة الوصول للخدمات، وارتفاع ثمنها، وعدم معرفة الجهة التي يمكن التوجه إليها.
وتطمح إلى أن تتوسع المنصة جغرافيًا بعد نجاحها في فلسطين، والانتشار في كل الوطن العربي للوصول لأكبر قدر من الجمهور.
ويذكر أن الإحصائيات أظهرت أن الاضطرابات النفسية زادت عالمياً بعد جائحة كورونا بنسبة 25% في فلسطين؛ ما جعل موضوع الصحة النفسية يأخذ أولوية أكبر.
تقدم خدمات الصحة النفسية من خلال 22 عيادة صحة نفسية ومجتمعية متخصصة في فلسطين، منها 15 عيادة صحة نفسية ومجتمعية متخصصة موجودة في محافظات الضفة الغربية، من ضمنها مركز متخصص بالصحة النفسية للأَطفال واليافعين في مديرية صحة شمال الخليل، و6 مراكز صحية نفسية مجتمعية في قطاع غزة.
وخلال عام 2021 بلغ عدد الحالات الجديدة المسجلة في مختلف مراكز الصحة النفسية في فلسطين 3,607 حالات بمعدل حدوث 73 حالة لكل 100,000 من السكان.
وبلغ عدد الحالات الجديدة في قطاع غزة 1,043 حالة جديدة بمعدل حدوث 49.5 حالة لكل 100 ألف من السكان، في حين بلغ عدد الحالات الجديدة في محافظات الضفة الغربية 2,564 حالة بمعدل حدوث 91.1 لكل 100 ألف من السكان.