عبر منتفعو الشؤون الاجتماعية في قطاع غزة عن تخوفهم من عودة السلطة الفلسطينية إلى تأخير صرف مخصصاتهم المالية.
يأتي ذلك في أعقاب تصريح للمفوض العام لوزارة التنمية الاجتماعية بغزة لؤي المدهون قال فيه: "كان من المفترض أن تصرف مخصصات الشؤون الاجتماعية "الدفعة الثالثة والأخيرة منها" في أواخر شهر ديسمبر الحالي، إلا أنه تقرر تأجيلها لبداية الشهر القادم من العام الجديد، بسبب تأخر الممولين، وعلى رأسهم الاتحاد الأوروبي.
وقال المستفيد يونس عبد الله: "نشعر بحالة قلق إزاء التصريحات التي تصدر عن المسؤولين فيما يتعلق بتأجيل صرف المخصصات للعام القادم، ونخشى أن تعود السلطة إلى تجميدها أو وقفها بذريعة عدم توفر التمويل".
وأضاف لصحيفة "فلسطين" أن أوضاع منتفعي الشؤون الاجتماعية صعبة للغاية، وأنهم ينتظرون على أحرَّ من الجمر صرف مخصصاتهم.
ويعيل المنتفع عبد الله أسرة مكونة من (7) أفراد، منهم طفلة مصابة بمتلازمة داون، وكان يتحصل في كل دورة توزيع على نحو (1200) شيكل.
ووفق تقديرات وزارة التنمية الاجتماعية يتقاضى نحو (116) ألف أسرة فلسطينية مخصصات مالية، منهم (81) ألف أسرة من قطاع غزة.
وصرفت وزارة التنمية الاجتماعية المخصصات آخر مرة، في 10 أكتوبر المنصرم بعد امتناع امتدَّ قرابة العامين.
وتتفاوت قيمة المساعدة المالية التي كانت تصرفها وزارة التنمية الاجتماعية للمنتفعين من أسرة لأخرى حسب حجمها وإعالتها، والمبالغ تتراوح من (700 - 1800) شيقل لكل منتفع.
اقرأ أيضًا: متلقو الشؤون الاجتماعية مستاؤون من تلكؤ حكومة اشتية في صرف مخصصاتهم
من جهته، قال الناطق باسم الهيئة العليا للمطالبة بحقوق فقراء ومنتفعي الشؤون الاجتماعية صبحي المغربي: إن منتفعي الشؤون الاجتماعية باتوا في قلق من جراء التصاريح المتضاربة الصادرة عن المسؤولين في وزارة التنمية الاجتماعية، والاتحاد الأوروبي بشأن موعد صرف المخصصات.
ورفض المغربي في حديثه لصحيفة "فلسطين" التلكؤَ في عملية صرف المخصصات، داعيًا إلى أن تلتزم السلطة الفلسطينية في مواعيد صرفها، مبيناً أنه يوجد قرابة (53) ألف منتفع من كبار السن، و(10) آلاف امرأة مطلقة وأرملة منتفعة، و(28) ألف معاق منتفع.
ونبَّه المغربي إلى أن السلطة الفلسطينية أحجمت عن صرف مخصصات مالية تقدر قيمتها بحوالي (2) مليار شيكل على مدار خمس سنوات مضت، عادًا ذلك دينًا لا يسقط بالتقادم.
اقرأ أيضًا: منتفعو الشؤون الاجتماعية: السلطة تستخدم الفقر كورقة ضغط لخنق غزة
بدوره صرح المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، شادي عثمان بأن الاتحاد حوَّل مؤخرًا مساهمته المالية إلى خزينة السلطة الفلسطينية المخصصة لصرف مخصصات الشؤون الاجتماعية.
وقال عثمان لصحيفة "فلسطين: "إن الاتحاد الأوروبي حول 26 مليون يورو إلى السلطة الفلسطينية مؤخرًا".
وبين عثمان أن موعد صرف مخصصات المنتفعين تُعلن عنها وزارة التنمية الاجتماعية.
ويساهم الاتحاد الأوروبي قرابة (50%) من الدفعة الواحدة التي تصرف للمستفيدين من الشؤون الاجتماعية، في حين تدفع السلطة النصف الآخر من موازنتها.
تجدر الإشارة إلى أن قطاع غزة يشهد أوضاعًا اقتصادية صعبة من جراء استمرار فرض الاحتلال حصاره على القطاع، وقلة السيولة النقدية، وانعدام فرص التشغيل.