كانت انطلاقة حماس (٣٥) محملة برسائل عديدة، عبرت في مجملها عن المرحلة القائمة، واستشرفت المرحلة التالية، إذ تتجه المعطيات نحو نشر قلق كبير في المنطقة بسبب وجود حكومة يمينية متطرفة في (إسرائيل)، إذ تتجه حكومة نيتنياهو بن غفير نحو تصعيد اقتحامات المتدينين للمسجد الأقصى، وزيادة وتيرة الاستيطان، والبدء في إجراءات الضم.
هذه المعطيات دفعت حماس للتنبيه بالأخطار القادمة في عام ٢٠٢٣م وما بعده، وهي تنبيهات يجدر بالقيادات الفصائلية الاهتمام بها، والتخطيط الذاتي والجماعي لمواجهتها، ولا سيما حين تسفر عن عدوان جديد على غزة ومعركة واسعة النطاق لا سمح الله.
جيد أن تكون عين الفصائل على القدس والضفة، إذ مركز الصراع والأطماع الصهيونية، ولكن هذا لا يعني أن العدو لن يستهدف غزة عند أدنى فرصة تناسبه. غزة بقواها الوطنية المسلحة تمثل صداعًا دائمًا لحكومات الاحتلال، وقد فشلت جميعها في إخضاع غزة لإدارتها، فقد تمردت غزة على العمل العسكري، كما تمردت على المغريات الاقتصادية، ومن ثمة فإن غزة تقدم للضفة النموذج في مقاومة المحتل ذاتيًّا، من خلال تطوير العمل المقاوم في كل المحافظات، ومن ثمة حظيت ظاهرة عرين الأسود بنابلس باهتمام حماس في الانطلاقة.
وكما اهتمت انطلاقة حماس بعرين الأسود، اهتمت أيضًا بالأسرى في سجون الاحتلال، ومن ثمة عرضت وحدة الظلّ لدى حماس ما قيل إنه بندقية هدار جولدن التي غنمها المقاومون، من خلال أسرهم هدار. البندقية كانت إشارة عبر الأثير تدعو لفتح ملف التبادل، قبل إغلاقه تمامًا، وتقول لحكومة الاحتلال لديكم أسرى ولدينا أسرى والحل هو التبادل، ودون تبادل لا يوجد حلّ، بل يوجد تعظيم للمشكلة، وإذا كنتم تتهربون من استحقاقات التبادل، فإن بندقية هدار تقول لعائلته: قولوا لحكوماتكم ألّا تتهرب، وأن تقبل بالواقع، والواقع المقبول هنا هو التبادل، ويجدر أن تتذكروا رون أراد والمصير المجهول. البندقية عرضناها عليكم لغرض، وعليكم أن تتلقفوا رسالة ما عرض عليكم، فنحن لم نعرضها من أجل الفخر، بل لما هو أبعد من ذلك.