فلسطين أون لاين

النائب "منصور": تجربة الإبعاد تحولت إلى قِبلة للعالم

تقرير إبعاد "مرج الزهور".. 30 عامًا على مِنحة بزوغ القضية الفلسطينية

...
صورة أرشيفية
نابلس-غزة/ جمال غيث:

توافق اليوم؛ 17 ديسمبر/ كانون الأول، الذكرى الثلاثين لإبعاد سلطات الاحتلال الإسرائيلي 415 عنصرًا من قادة حركتي حماس والجهاد الإسلامي من قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة إلى "مرج الزهور" جنوب لبنان.

وكانت سلطات الاحتلال قد أعدّت قائمة بأسماء المبعدين، قبل أن تعتقلهم وترسلهم بشاحنات إلى "مرج الزهور"، عقب أسر كتائب القسام؛ الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس في 13 ديسمبر 1992 الجندي الإسرائيلي "نسيم طوليدانو" وقتله، إثر رفض الاحتلال الإفراج عن مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين، الذي ارتقى بجريمة اغتيال إسرائيلية في 22 مارس/ آذار 2004.

ومكث المبعدون في "مرج الزهور" أكثر من عام على الحدود اللبنانية الفلسطينية؛ قبل أن تُجبر سلطات الاحتلال على إعادتهم إلى أرض فلسطين، بعد رفضهم الدخول إلى الأراضي اللبنانية.

الحدود اللبنانية

وقال النائب في المجلس التشريعي ياسر منصور: إنّ المبعدين لم يكونوا على علم بالإبعاد أو المنطقة التي سينفيهم إليها الاحتلال إلى أن وصلوا الحدود اللبنانية وشاهدوا بعض الكتابات التي تؤكد أنهم في لبنان.

وأضاف منصور، وهو أحد مبعدي مرج الزهور، الذي يقيم في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، لصحيفة "فلسطين" أنّ من المبعدين أطباء وأكاديميين ومهندسين وإعلاميين، مشيرًا إلى أنّ الاحتلال جمعهم في حافلات وقيّد أيديهم وعصب أعينهم، وسارت بهم الحافلات لساعات طويلة إلى أن وجدوا أنفسهم في منطقة جبلية وعرة قرب الحدود اللبنانية الفلسطينية.

وأكمل: بعد أن وصلنا إلى "مرج الزهور" بدأنا بتفقُّد بعضنا، ليجد البعض والده وأشقاءه بين المبعدين، فكانت صدمةً لكثير منا، والتي تغلّبنا عليها، إلى أن أجبرْنا الاحتلال على إعادتنا إلى ديارنا.

وأوضح أنّ الهدف من الإبعاد كان التخلص من المبعدين وتأثيرهم بالناس؛ لكونهم من الشخصيات المؤثّرة في المجتمع "لكنّ الاحتلال لم يكن يعلم أنه أخطأ التقدير، إذ انقلب السحر على الساحر، ووصلت حماس حينها إلى العالمية".

وبيَّن أنّ المبعدين رفضوا مغادرة المكان الذي نزلوا فيه وأنشأوا مخيمًا لهم، وأطلقوا عليه "مخيم مرج الزهور"، مضيفًا: لم يخالف أحد الرأي، فكنّا على قلب رجل واحد، ومكثنا فترة الإبعاد في أجواء ثلجية باردة، ونجحنا في نقل قضيتنا ورسالتنا إلى العالم.

ماء مُلوّث

وأشار منصور إلى أنّ المخيم بعد أيام تحوَّل إلى قبلة لكلّ وسائل الإعلام والمتعاطفين مع القضية الفلسطينية، وكان "مرج الزهور" بوابة لتوطيد العلاقات الفلسطينية اللبنانية، وقد زار المخيم عدد من الشخصيات الاعتبارية في العالم.

واستذكر بعضًا من المشاهد التي عايشها في "مرج الزهور"، إذ كان اليوم الأول من الإبعاد من أصعب الأيام التي عاشوها، حيث لم يعتادوا الأجواء الباردة والثلجية، ولم يكونوا يمتلكون إلا بعض الملابس التي تحميهم من تلك الأجواء.

يعود بذاكرته للوراء، يقول: من بين الأيام الصعبة التي عشناها هناك هو نفاد مياه الشرب التي معنا، فحاول بعضنا حمل الجالونات لتعبئتها، وبعد أن شربنا منها أُصيب نحو 300 مبعد بالتسمم، فقد اكتشفنا أنّ الماء ملوث.

ومن المواقف الصعبة التي تعرض لها النائب منصور، هو أنه عندما أُجبِر الاحتلال على إعادتهم إلى ديارهم، نقلهم إلى سجن "مجدو" بعدما تمّت محاكمته بالسجن 14 شهرًا، بسبب نشاطه في الكتلة الإسلامية الذراع الطلابي لحركة حماس.