فلسطين أون لاين

تقرير كيف قضى أفراد عائلة "كرامة" ليلتهم تحت اعتداءات أمن السلطة؟

...
الخليل-غزة/ أدهم الشريف:

"أستحلفكم بالله أن تساعدوننا الآن قبل أن نفقد أحدًا.."، لم تكن هذه الكلمات سوى جزء من منشور كتبه راضي كرامة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، موجهًا مناشدته لمن باستطاعته المساعدة بعد هجوم أجهزة أمن السلطة على العائلة التي تسكن حي وادي أبو كتيلة شمالي مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة.

 

وكتب كرامة في منشوره أيضًا: "نداء عاجل لكل الشرفاء في الخليل وكبار العائلات، للتدخل لنقل الإصابات وفك الطوق المفروض من الأجهزة الأمنية على منطقة سكني.. اعتقال عدد من أبناء العائلة واعتداء بالهراوات وعصي الكهرباء".

 

وكرامة، كان أحد المستهدفين من الاعتداء الوحشي الذي نفّذته قوة من أجهزة أمن السلطة التي اقتحمت منطقة سكنه على حين غرَّة.

وتداول نشطاء على مواقع التواصل فيديوهات تظهر قوات معززة من أمن السلطة خلال الاقتحام وما صحبه من إطلاق رصاص وقنابل صوتية.

تفاصيل العدوان

وروى المواطن جمال كرامة لصحيفة "فلسطين" تفاصيل عدوان أمن السلطة على عائلته، وما رافق ذلك من وقوع إصابات واعتقالات، إذ في ساعة متأخرة مساء أول من أمس داهمت قوات أمنية معززة حي وادي أبو كتيلة، حيث تسكن عائلة كرامة، وذلك ضمن سلسلة مداهمات وانتهاكات تزامنت مع إحياء حركة حماس الذكرى الـ35 لانطلاقتها.

وحسبما أفاد كرامة، فإنّ اقتحام أمن السلطة منطقة سكنهم بدأ الساعة الحادية عشرة والنصف ليلًا، وامتد حتى الساعة الواحدة والنصف بعد انتصاف الليل.

وبيّن أنّ عدوان أمن السلطة على أفراد العائلة ليس الأول من نوعه، إذ يتكرر سنويًّا، خاصة مع بداية الفعاليات الوطنية الخاصة بحركة حماس، إذ يبدي أفراد العائلة تأييدهم ومناصرتهم لها.

ويعيش أفراد عائلة كرامة في تجمع مكون من عدة منازل يؤدي إليها مدخل واحد في حي وادي أبو كتيلة، وعندما اقتحم أمن السلطة المنطقة أغلق هذا المدخل، وتسبب بعدم تمكن أحد من الدخول والخروج من وإلى المنطقة لمدة ساعتيْن، وقد دفع ذلك أفراد العائلة إلى الاصطدام مع القوة المقتحمة التي ضمت أفرادًا ومرتبات من جميع أجهزة أمن السلطة، بحسب كرامة.

إصابات واعتقالات

وبيَّن أنّ عناصر ومرتبات أمن السلطة اعتدوا بالضرب على أفراد العائلة، ما أدى إلى إصابة أكثر من 10 رجال ونساء.

وأفاد بأنّ أمن السلطة اعتقل 6 أفراد من العائلة، وهم: عبد السلام عثمان كرامة، ونجله مجد، وفيصل عثمان كرامة، وإسلام أحمد كرامة، وشقيقه يسري، ومعتصم كرامة، لافتًا إلى أنّ الأمر لم يقتصر على مداهمة منطقتنا، بل امتد إلى اقتحام المنازل والاعتداء بإطلاق الرصاص وقنابل الصوت والغاز المسيِّل للدموع صوب المنازل.

وبحسب كرامة، فإنّ الهدف من مداهمة أمن السلطة منطقة سكن العائلة كان إزالة رايات حركة حماس التي علّقها أفراد العائلة احتفاءً بذكرى انطلاقتها.

وبينما أكد رفض العائلة الشديد لانتهاكات أمن السلطة بحقها، وصف ما تعرض له أبناؤها بأنه "عدوان وحشي"، مهنئًا حماس؛ الحركة الوطنية المقاوِمة، بانطلاقتها الـ35.

وشدَّد على رفضه الشديد لما تشهده ساحة الضفة الغربية من اعتداءات واعتقالات يمارسها أمن السلطة تزامنًا وإحياء ذكرى انطلاقة حركة حماس، وانتهاكات الاحتلال المتواصلة بحق أبناء شعبنا في الضفة دون حماية.

بدوره، عدَّ رئيس لجنة الدفاع عن أهالي الخليل الناشط الحقوقي هشام الشرباتي اعتداء أمن السلطة على عائلة كرامة واحتجاز أفرادها والتعامل معها بهذه الطريقة "غير مبرر"، مؤكدًا أنّ مثل هذه التصرفات تتناقض مع نصوص القانون الفلسطيني الذي يتيح حرية العمل السياسي، ولا يحظر حركة حماس أو الرايات الخاصة بها.

ونبّه الشرباتي في حديث لـ"فلسطين" إلى أنّ واقع أجهزة أمن السلطة يُمثّل نقيضًا لما ينصُّ عليه القانون الفلسطيني، إذ تتعامل مع أطر سياسية مختلفة وكأنها محظورة، وتستخدم القوة ضدها بشكل غير مبرر.