فلسطين أون لاين

تقرير الحشود الكبيرة بمهرجان حماس.. استفتاءٌ شعبيٌّ متجدّدٌ على خيار المقاومة

...
مهرجان الانطلاقة (35) لحماس
غزة/ يحيى اليعقوبي:

بالرغم من المساحة الكبيرة التي دأبت ساحة الكتيبة على استيعاب الحشود الجماهيرية للفصائل الفلسطينية بها، فإنها لم تتسع لمئات الآلاف من الجماهير المشاركة أمس بفعاليات إحياء ذكرى انطلاقة حركة حماس الـ35.

وبحسب تقديرات مراقبين، فقد عدّوا أعداد الجماهير المحتشدة في ساحة الكتيبة بمدينة غزة الأكبر من نوعها، والأضخم في تاريخ إحياء الفصائل الفلسطينية مناسباتها.

اقرأ أيضاً: ​حضور الضفة القوي بمهرجان حماس يؤكد وحدة المسار والمصير

تحوّلت الكتيبة إلى لوحة خضراء ملأت الحشود جنباتها وكذلك الشوارع الفرعية والبنايات المحيطة، في مشهدٍ رسم صورة ناصعة من الوفاء والالتفاف الشعبي حول خيار المقاومة، ومثل استفتاءً متجددًا على هذا الخيار، وفق المراقبين.

وأشاروا إلى أنه طوال الفترة الماضية حاول الاحتلال الإسرائيلي إظهار وجود فجوة بين الجماهير وحركة حماس التي تمثّل رأس المقاومة في فلسطين، إلا أن "الحشود الضخمة" فنّدت تلك الأوهام، بل على النقيض من ذلك فقد أظهرت زيادة الاحتضان الشعبي للمقاومة.

 

رسالة الجماهير

وبحسب الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، فإن واحدا من أهداف الانطلاقة تمثّل في إرسال رسالة للمحتل الذي حاول تصدير رواية كاذبة أن جمهور قطاع غزة انفض عن المقاومة وحماس، فكانت هذه الجماهير غير المسبوقة التي حضرت خير رسالة وأبلغ رد عليه وعلى المتربصين بالحركة.

وقال الصواف لصحيفة "فلسطين"، إن هذا الحضور الجماهيري الكبير الذي حضر انطلاقة حماس، يؤكد أن الحصار والفقر والعدوان والقتل لن تؤثر في الشعب الفلسطيني ولن تبعده عن المقاومة.

وأضاف: "ما شاهدناه (في ساحة الكتيبة) تأكيد من كل الشعب باختلاف توجهاته أنه مع المقاومة ويقف خلفها، وهذه الحاضنة الشعبية حضرت بمجرد الدعوة وليس تحت سيف الرواتب والتهديد والوعيد الذي يمارسه البعض".

وتابع الصواف: "جاءت هذه الحشود مندفعة بالفعل كطوفان هادر كي تثبت للجميع وأولهم الاحتلال أن الجماهير مع حماس".

 

حشود أكبر من المساحة

في حين قدّر الكاتب والمحلل السياسي أيمن الرفاتي، أن الحشود الكبيرة كانت أكبر من المساحة التي أقيم فيها المهرجان، ما يدل على الالتفاف الشعبي حول خيار المقاومة وحماس بعد سنوات من إدراك الفلسطينيين أنه لا قيمة لمشروع المفاوضات والتسوية.

وقال الرفاتي لـ"صحيفة فلسطين": "بما أن حماس هي رأس حربة المقاومة الفلسطينية، فإن الالتفاف الجماهيري الكبير يؤكد أهمية الخيار الذي تتبناه حماس ويمثل استفتاءً على نهجها المقاوم، وعلى رؤية الفلسطينيين للمستقبل وتطلعاتهم بتحرير أرضهم".

اقرأ أيضاً: ​"مهرجان حماس".. المقاومة تجمع أطياف الشعب وأعماره 

وأضاف "أن هذا الالتفاف يؤكد أن الخيار الذي خطّته حماس وقدّمت فيه التضحيات والدماء، والكثير من الشهداء هو الطريق الصحيح لدى أبناء الشعب الفلسطيني الذين يرى الكثير منهم أنه الطريق الأقصر لتحرير فلسطين وردع الاحتلال".

وتابع: "ربما ينظر البعض للحشود الكبيرة أنها مشابهة لأي حشد جماهيري آخر أقامته الفصائل الفلسطينية، لكن في الحقيقة كان عدد الحشد فارقا وبأضعاف مضاعفة عن حشود الآخرين، وهذا مؤشر على حجم الالتفاف الجماهيري ووزن الحركة".

وتوافد الآلاف على شكل عائلات وأفراد لساحة المهرجان للتعبير عن مساندتهم لحماس، مردّدين هتافات التكبير والتهليل، وهذا يعني كما ذكر الرفاتي أن الإيمان بخيار المقاومة هو خيار الجماهير الفلسطينية باختلاف أعمارهم.