فلسطين أون لاين

​"مهرجان حماس".. المقاومة تجمع أطياف الشعب وأعماره 

...
مشاركات في المهرجان (تصوير/ ياسر فتحي)
غزة- عبد الرحمن الطهراوي

لم تفلح كل محاولات المواطن حسام راشد بإقناع أطفاله الثلاثة بمتابعة فعاليات مهرجان انطلاقة حركة "حماس" من البيت عبر شاشة التلفاز بدلًا من الذهاب إلى ساحة المهرجان، غربي مدينة غزة، خشية عليهم من الإرهاق أو فقدهم بين الجماهير المحتشدة.

ولم يتوقف الأمر عند مشاركة راشد (28 عاما) مع أطفاله، فقبيل خروجه من بيته الواقع في الأحياء الغربية من مدينة غزة اقترحت عليه زوجته الخروج معًا فوافق على الفور، لتصل العائلة إلى ساحة الكتيبة عند الساعة التاسعة والنصف صباحًا بعدما قطعت جل المسافة مشيًا على الأقدام.

مشهد مشاركة عائلة راشد بأكملها في حفل انطلاقة "حماس" كان واحدًا من عدة مشاهد برزت بين ثنايا المهرجان، الذي عنونته الحركة باسم "المقاومة قرارنا والوحدة خيارنا"، وقد تضمنت المنصة الرئيسة صورة لقبة الصخرة وكتب أسفلها "القدس عاصمة فلسطين"، يجاورها مقاوم قسامي يحمل العلم الفلسطيني بيد وبندقية بيده الأخرى. وليس بعيدًا عن المنطقة التي جلس فيها راشد مع أطفاله، كان الحاج عوض تايه (60 عاما) يحاول بكل قوته اختراق الصفوف وصول إلى المقاعد الأمامية رافعا علم فلسطين وراية حماس في سارية واحدة.

وكان من أولى المشاهد التي ارتبطت بمهرجان الانطلاقة، انتشار صورة على منصات التواصل الاجتماعي منذ ساعات الصباح الباكر لخمس رجال غزيين وقد عزموا على الوصول إلى ساحة المهرجان سيرا على الأقدام انطلاقة من مدينة رفح، جنوب قطاع غزة.

أما الشاب محمد صيام المولود في عام الانطلاقة 1987 فعكس بحضوره صورة "التحدي الفلسطيني" عندما خرج من بيته في مخيم جباليا للاجئين، شمال القطاع، قاصدا ساحة الكتيبة وذلك على كرسيه المتحرك بعدما تسببت صواريخ الاحتلال الإسرائيلي ببتر قدميه مطلع عام 2008.

وهيمن حضور الأطفال وصغار السن على المشاهد العامة للمهرجان، فكان بالكاد أن تجد رقعة لا تخلو من طفل أطبق والده على يديه بكل قوة أو رفعه على كتفييه حتى يتمكن من مشاهدة الجموع المحتشدة، بل كان للمواليد الرضع حضور مميز وهم موشحون بالرايات الخضراء.

وطوال فعاليات المهرجان التي استمرت قرابة الساعتين، برز مشهد التصوير الذاتي أو ما يعرب بـ"السيلفي"، بغية احتفاظ على الهواتف الذكية ونشرها لاحقا على الحسابات الشخصية في منصات التواصل الاجتماعي.

ونال الحضور المميز للجوقة العسكرية التابعة لكتائب القسام على المنصة الرئيسة إشادة واسعة من الجماهير التي تفاعلت بقوة وحماس مع الفقرات الإنشادية الخاصة بالجوقة، وقد تميز أعضاؤها بارتداء الزي العسكري المتناسق بينما توشحت وجوههم بالألوان بالخضراء.

ووجد بائع المسليات والمرطبات بأنواعها، رامي أبو الحسنة بمهرجان الانطلاقة فرصة سانحة لتسويق بضاعها التي حملها على عربة متحركة، وقد حرص على أخذ حجز مكانة لها قبيل ليلة واحدة من بدء فعاليات المهرجان الجماهيري.