فصبرًا فقد نطقت حماس وقولها فصل وزخُّ رصاصها وقاد
يا من أعدَّتك المساجد ثائراً وكتاب ربك عدة وعتاد
سر للعلا للنصر يا بن حماسنا فجميع دربك في الحياة جهاد
٣٥ عاماً وما زالت حكايتنا مستمرة، إنها الشجرة الثابتة التي نبتت من رحم الأرض وسقتها دماء الشهداء وحفتها دعوات الثكالى ورعتها همسات الأسرى والقابعين في عتمات الزنازين.
هي مسيرة مظفرة انطلقت بنور الله وصنعت على عينه واصطفى الله خيرة رجالها وصفوة فرسانها شهداء على طريق الحق والنور.
٣٥ عاماً، تعاظمت فيها حماس التي ولدت لتعبر عن نسيج فلسطيني تليد تلتقي فيه أنوار المساجد بعتمات الأزقة الضيقة في مخيمات اللجوء وآفاق الأصيل الممتد في ريفنا العنيد.
٣٥ عاما ما رفعنا فيها راية لغير الوطن، فكنا الحاضرين في مدنه وقراه ومخيماته، وكنا لكنائسه كما مساجده الجنود.
مع الحجر ولدت حماس ومع لمولوتوف ومع طعنات السكين، وتطورت مقاومتها يوماً بعد يوم حتى أصبحت الآن جيشاً يحسب له ألف حساب كل العابثين.
في انتفاضتنا الأولى كان الميلاد وكنا مع صلابة الحجر، حافظنا على ثوابتنا في وجه كل الإغراءات ودعوات الاغتراب، وما زلنا نحمل في قلوبنا فلسطين كل فلسطين، لن نساوم، ولن نهادن، والله ثم أنتم على ما نقول من الشاهدين.
لقد مرت حماس في مسيرتها بمراحل ومحطات تليدة، نستعيد فيها أصداء رصاصات القسام الأولى مع النمروطي والحسنات وطارق دخان وعماد عقل ومحمد عزيز وجميل الوادي وسليم اصبيح وعبد المنعم أبو حميد وعدنان مرعي وعلي عاصي.
واليوم نقف شامخين على أطلال مخيم العودة في مرج الزهور، هو أول مخيم فلسطيني يتم تفكيكه ويعود سكانه إلى داخل الوطن بعد مسيرة صمود أسطورية أجبرت الاحتلال على التراجع.
واليوم نقف وقفة لرجال المرحلة الذين تكسرت أمام صلابتهم مساعي تصفية القضية في دهاليز أوسلو ومدريد.
نستعيد اليوم أمجاد يحيى عياش والشريف وعادل وعماد ونحن ننظر إلى آثار فعالهم مع رائد وعمار وصالح صوي نزال في العفولة والخضيرة وديزنجوف.
نستعيد اليوم ذكرى انطلاقة مارد حماس الذي حاز ثقة أبناء شعبنا وتأييده فبادلوه حباً بحب ومنحوه القيادة في الانتخابات التشريعية ومن قبلها انتخابات البلديات.
ونسترجع حماس التي حوصرت في غزة ولوحقت في الضفة وحاولوا اجتثاث عشبها الأخضر فخابوا وخسروا، وبقيت حماس التي صدقت وعدها وأوفى بعهده القسام.
نعم، لقد أوفى بعهده القسام في كل محطات الحركة من انتفاضة الأقصى وما بعدها مرورا بحرب الفرقان وحجارة السجيل وصفقة وفاء الأحرار وليس انتهاء بسيف القدس الذي لن يغمد.
وها هي حركتكم تنتقل بفضل من الله ونعمة من ميدان إلى ميدان، دون أن تحيد عن طريقها الذي عبدته دماء الشهداء وبوصلتها لا تتجه إلى غير القدس، فنعم الطريق ونعمت الوجهة ونعم السائرون في هذا المسار.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.