فلسطين أون لاين

جسدت الوحدة في كل الميادين

تقرير حماس.. هكذا احتضنت فصائل المقاومة

...
غزة/ نور الدين صالح:

منذ انطلاقتها قبل 35 عامًا، دأبت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على احتضان ولم شمل الفصائل الفلسطينية، سعيًا منها لتحقيق الوحدة الوطنية على الصعيدين الميداني والسياسي، من أجل مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

وعلى مدار السنوات الماضية خاضت "حماس" أربع معارك مع الاحتلال الإسرائيلي، جسَّدت خلالها كل معاني الوحدة في الميدانية، إلى جانب الفصائل الفلسطينية الأخرى، حتى توجتها بتشكيل غرفة العمليات المشتركة التي تضم كل قوى المقاومة في قطاع غزة.

اقرأ أيضاً: النخالة نحن وحماس مقاومة واحدة وغرفة العمليات المشتركة مستمرة

وعلى الشق السياسي، لم تترك حركة حماس، بابًا يحمل عنوان الوحدة الوطنية، إلا وكانت السباقة إلى ميدانه والموافقة عليه، سعيًا منها لإتمام المصالحة الفلسطينية وإنهاء حالة الفرقة السياسية بين الفصائل الأخرى وخاصة حركة فتح.

وخير مثال على ذلك، توجهها مؤخرًا إلى دولة الجزائر من أجل الجلوس مع الفصائل وخاصة حركة فتح، من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام، وسبق ذلك العديد من الجولات في مختلف الدول العربية وروسيا، عدا عن قبولها العديد من المبادرات الفصائلية الرامية لتحقيق الوحدة وترتيب البيت الفلسطيني، وآخرها مبادرة الجبهة الديمقراطية في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي.

يقول القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل: إن توجه حركة حماس خاصة في ظل حالة الانقسام التي يعيشها الشعب الفلسطيني كان "وحدويًّا" منذ البدايات.

وأوضح المدلل لصحيفة "فلسطين"، أن هناك تنسيقًا مستمرًّا بين حماس وكل الفصائل الفلسطينية لبحث مستجدات الحالة الوطنية في الساحة الفلسطينية، وخاصة في قطاع غزة.

وبيَّن أن هناك حالة تنسيق وتفاهم راقية بين حركته وحماس على أعلى المستويات في كل الأصعدة سواء السياسية أو العسكرية وحتى المجتمعية من أجل مشروع المقاومة، لافتًا إلى وجود تنسيق مستمر في أرض المعركة، وهذا ما حصل في العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع.

وبحسب المدلل، فإن أهم نتائج الوحدة الفصائلية خاصة في غزة، هو تماسك النسيج المجتمعي الفلسطيني، منبّهًا على أن هذا التنسيق المستمر أغلق الكثير من الثغرات التي حاول الاحتلال اختراقها لتغذية الاختلافات السياسية.

وأضاف: "على الرغم من محاولات الاحتلال المستمرة لتفرقة المجتمع الفلسطيني، كانت وحدة حال في قطاع غزة تؤكد أن الاحتلال هو العدو المركزي للشعب الفلسطيني ولكل الفصائل الحية في الساحة الفلسطينية".

ورأى أن استمرار هذه الوحدة يؤسس لجبهة فلسطينية موحدة في مواجهة الاحتلال وإنهاء حالة الانقسام، ما يسهل الحفاظ على الثوابت الوطنية ودعم صمود أبناء الشعب الفلسطيني.

صمام أمان

من ناحيته، يؤكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية محمد الغول، أن الوحدة الوطنية هي صمام أمان الخلاص من الاحتلال وكل ما يعانيه الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أنها مسار رئيس يرافق مسيرة المقاومة، "بالوحدة والمقاومة ينتصر الشعب على الاحتلال".

وبيَّن الغول لصحيفة "فلسطين" أن هناك حالة ميدانية تجسدت في غزة بالوحدة على مدار السنوات الماضية، "أينما يوجد الفعل المقاوم تتجسد الوحدة ونأمل أن تتجسد على المستوى السياسي ويكون وحدة حقيقية على أساس الشراكة في إدارة التحديات من مؤامرات وفق رؤية وطنية شاملة تمتد لكل الوطن في الداخل والخارج"، وفق قوله. 

اقرأ أيضاً​: غرفة العمليات المشتركة.. إيقاع المقاومة الموحد في رد العدوان

وأوضح أن هناك وحدة وطنية تجسدت في قطاع غزة عبر لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية، من خلال عقد اللقاءات المستمرة وتنفيذ العديد من الفعاليات، "وهذا يدعونا إلى البناء على ما تم التأسيس له في غزة عبر التشاور واللقاءات الثنائية بين قوى المقاومة والتنسيق الدائم وخاصة في مقاومة الاحتلال".

وقال: "الوحدة الوطنية هي مطلب جماهيري وشعبي وشعبنا تواق لهذه اللحظة أن يجد كل المكونات موحدة تعمل على تعزيز صموده وتنهي حالة الانقسام وتكون رؤية وطنية شاملة تجمع عليها كل مكوناته".

وشدد على ضرورة "إعادة المكانة لمنظمة التحرير، بحيث تضم كل مكونات الشعب الفلسطيني، بما فيهم حركة حماس"، مؤكدًا أن الوحدة تؤسس لاستنهاض كل مكونات شعبنا والروح الكفاحية تجاه العدو. 

تجسيد الوحدة

من ناحيته، قال الكاتب والمحلل السياسي عبد الله العقاد، إن حماس حركة مقاومة وتحرر وطني تجد في الوحدة ضرورة، من أجل مواجهة الاحتلال الجاثم على أرض الشعب الفلسطيني.

وأوضح العقاد لصحيفة "فلسطين"، أن هذه الأرضية  حافظت عليها حماس منذ انطلاقتها، وتعززت مع تقدمها في ساحة الفعل الوطني الفلسطيني، الأمر الذي جعلها قائدة لمشروع المقاومة.

وعدَّ أن تشكيل غرفة العمليات المشتركة وتنظيم مسيرات العودة، كان خير مثال على مبدأ الوحدة التي جسدتها حماس لمواجهة الاحتلال وكنسه عن الأرض الفلسطينية، عدا عن لقاءاتها المستمرة مع فصائل العمل الوطني والإسلامي.

وأكد أن حماس لا تتأخر عند دعوتها للمصالحة أو كل ما يتعلق بإعادة ترتيبات المؤسسات بين الضفة وغزة، "لذلك فهي تؤمن بالوحدة من منطلق مواجهة الاحتلال الذي يعمل على تفريق الساحة الفلسطينية حتى يسهل عليه السيطرة وإنهاء أي ظاهرة مقاومة".

وشدد على أن "غزة جسدت الوحدة في سياق الفعل المقاوم بقوة حضور حماس، عدا عن وجودها في كل الساحات الأخرى"، مستدلًّا بقوة المقاومة التي كسرت إرادة جيش الاحتلال في عدوان 2014، ومعركة "سيف القدس" في مايو 2021 التي كانت فارقة في الوجدان العربي.

وختم حديثه "حضور حماس القوي والمؤثر في غزة بُنيت عليه وحدة تلتف حول برنامج المقاومة، والتي عكست روح التحدي للاحتلال، إذ إنها تشكل تتويجًا لمسار النضال الوطني الفلسطيني".