فلسطين أون لاين

ما وراء شعار "آتون بطوفان هادر"

"آتون بطوفان هادر"، شعار اختارته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) للاحتفال بذكرى انطلاقتها الــ35، سؤالي في هذا المقال: لماذا هذا الشعار؟ وما رسالة حماس من ورائه؟

انطلقت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الرابع عشر من ديسمبر 1987م، وأعلنت عن ميثاقها في أغسطس من عام 1988م، الذي رسم بما له وما عليه خريطة طريق أمام تلك الحركة الفتية للسير بوتيرة عالية نحو السمو والارتقاء في شتى الميادين، وعلى رأسها ميدان الجهاد والمقاومة، وبذلك فرضت نفسها فلسطينيًا وإقليميًا ودوليًا. هذا النجاح الذي سطرته حركة حماس بدماء قادتها وأبنائها زاد من التفاف الجماهير حولها، ومنحها شرعية شعبية بلغت ذروتها بعد اندلاع انتفاضة الأقصى في سبتمبر/2000م، واستثمرتها الحركة الإسلامية في انتخابات يناير 2006م عندما حصدت 74 مقعدًا، إضافة إلى فوز 4 مرشحين مستقلين دعمتهم الحركة، وبذلك تكون النسبة المئوية لمقاعد حماس بالمجلس التشريعي 60%، وحصدت حركة فتح المنافس الرئيس 45 مقعدًا، ما نسبته 34%.

بعد هذا الفوز بالانتخابات فرضت تحديات محلية وإقليمية ودولية على حركة حماس عرفت بشروط الرباعية والحصار الخانق الذي فرض عليها، وحالة الانقسام التي ما زال شعبنا يعيش فصولها.

أرادت (إسرائيل) ومعها أطراف داخلية وخارجية من الحصار المفروض على قطاع غزة، الذي استهدف بشكل مباشر تجربة حركة حماس في الحكم ضرب الحاضنة الشعبية للحركة وما تمثله من كونها قائدة مشروع المقاومة، واستمرت تلك الأطراف على هذه المنهجية ستة عشر عاماً، تخللتها أربع معارك عسكرية أبلت المقاومة فيها بلاءً حسناً، ولكن للأسف عملت أطراف عديدة على تفريغ أداء المقاومة العسكري في الميدان من أي إنجاز سياسي ملموس يخفف من حلقات الحصار، ويحقق إنجازات في مشروع التحرر الوطني، وهذا شكل آخر لضرب الحاضنة الشعبية يضاف للحصار البري والبحري والجوي الذي انعكس على مؤشرات الفقر والبطالة في قطاع غزة.

نعود إلى سؤال المقال: لماذا شعار "آتون بطوفان هادر"؟ وما رسالة حماس من ورائه؟

آخر مهرجان أقامته حركة حماس في ذكرى انطلاقتها كان قبل ثلاث سنوات في عام 2018 وكان شعاره في ذلك الوقت: مقاومة تنتصر وحصار ينكسر. ثم توقفت احتفالات الانطلاقة في الأعوام 2019- 2020- 2021م لأسباب مختلفة أهمها جائحة كورونا.

مهرجان انطلاقة حركة حماس لهذا العام 2022م واختيار هذا الشعار الذي يحمل رسائل عديدة جاءا في ظل أحداث مهمة وقعت في السنوات الثلاث الماضية، وما زالت تفاعلاتها قائمة حتى اللحظة وهي: (معركة سيف القدس 2021 – والانتخابات الفلسطينية التي أجلها رئيس السلطة محمود عباس – وثورة شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية – وقرار كسر الحصار).

مما سبق نستطيع أن نفهم سياقات اختيار الشعار الخاص بانطلاقة حركة حماس 35، المعنون بـ: آتون بطوفان هادر، في إشارة لحجم الحشد الذي تتوقع حركة حماس تحقيقه، وهو حشد سيكون مهمًّا جداً لكل الأطراف الصديقة للحركة والمؤمنة بصواب نهجها، وكذلك أعداء الحركة وبرنامجها وخطها المقاوم، فالصديق سيستمر في دعمه وإسناده للحركة، والعدو سيقيّم جدوى سياسته تجاه الحركة وصولاً إلى تغيير قناعته بأن سياسة الحصار لن تحقق الأهداف التي رسمت لها، وهذا يخدم توجهات شعبنا ورغبته في التخلص من الحصار وهو الخطوة الأولى ضمن خطوات أكبر تؤسس للتخلص من الاحتلال.

الخلاصة: إذا نجحت حركة حماس في تحقيق هدف الحشد، وأدركت جماهير شعبنا بأهمية الحشد في هذه الانطلاقة فإن ما يمكن تحقيقه ما يأتي:

1.    رفع الروح المعنوية لشعبنا الفلسطيني الثائر في الضفة الغربية.

2.    استفتاء شعبي على صواب نهج المقاومة، وأن خيار المصالحة يجب أن ينطلق على قاعدة مقاومة الاحتلال في ظل الحكومة الفاشية المتطرفة بزعامة نتنياهو.

3.    رسالة شعبية بضرورة كسر الحصار الظالم على شعبنا، الحشد يعني فشل الهدف بضرب الحاضنة الشعبية وهذا من شأنه أن يسهل من خطوات كسر الحصار.

4.    تفرض حركة حماس من جديد نفسها أمام العالم أجمع بأنها جزء من الحل وليس المشكلة، ولا فرار من الحديث معها ورفعها من قوائم ما يسمى "الإرهاب الدولي"، إذا أراد المجتمع الدولي الوصول إلى حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.