فلسطين أون لاين

تقرير رغم تصاعد جرائم الاحتلال.. خُطط السلطة للقضاء على المقاومة لا تتوقف

...
أجهزة السلطة بالضفة الغربية (أرشيف)
رام الله/ خاص "فلسطين":

أمام التصاعد اللافت بجرائم الاحتلال الإسرائيلي، وتزامنًا مع الحالة الثورية التي يتمتع بها غالبية أبناء شعبنا، تُصرُّ السلطة وأجهزة أمنها على معاداة هذه الحالة المنتشية بالمقاومة، بمحاولات الانقضاض عليها ووضع الخطط لاجتثاث كل تشكيلاتها العسكرية من الضفة الغربية المحتلة.

وتسارع أجهزة أمن السلطة الزمن بكلّ إمكانياتها لإفشال أيّ عمل مقاوم من خلال ملاحقة المقاومين باعتقالهم أو تهديدهم، أو محاولة إغرائهم، لا سيما في مدينتي نابلس وجنين اللتين تعيشان في أوج عطائهما المقاوم.

اقرأ أيضًا: عدنان: السلطة تسعى لتقييد عمل المقاومة في الضفة

وذكر مصدر خاص من أجهزة أمن السلطة لصحيفة "فلسطين" أنّ التعليمات الواردة لكل الأجهزة الأمنية تأمرها بتتبع حركة المقاومين وذويهم، والعمل على إفشال أيّ مخططات من شأنها المساس بأمن الاحتلال في أيّ منطقة بالضفة الغربية.

وبحسب المصدر الذي فضّل عدم ذكر اسمه لدواعٍ أمنية، فإنّ التعليمات جاءت وتأتي من رأس الهرم السياسي، في ضوء الاجتماعات المتتالية بين قيادات أجهزة أمن السلطة وحركة فتح من جهة، ومحاولة الوصول إلى بُعد عشائري عائلي من جهة ثانية.

ولفت إلى أنّ حرب أجهزة أمن السلطة على العمل المقاوم لا تتوقف عند محاولة الإيقاع بالمقاومين واعتقالهم وإفشال عملياتهم، بل تطال ذويهم بالتهديد بالاعتقال والملاحقة وتعكير حياتهم، لافتًا إلى إحباط الأجهزة العديد من العمليات ومصادرة أموال ومتفجرات كانت مخصصة لعمليات ضد الاحتلال، وأنها تتقن دورها الكامل المتعلق بالتنسيق الأمني.

وأكد القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين زاهر الششتري أنّ المقاومة ضد الاحتلال هي صمام الأمان للقضية الفلسطينية، وهي في تطور مستمر بالضفة الغربية، وهذا الواقع بالضرورة يؤدي إلى حالة تجعل السلطة تقوم بالعمل وفق اتفاقيات "أوسلو" اللعينة، أي التنسيق الأمني البغيض، وهذا يؤدي إلى ضغط مضاعف على المقاومة.

ونبه الششتري لـ"فلسطين" إلى أنّ الجميع يدرك أنّ الحالة الشعبية الحاضنة للمقاومة تتسع، وأنّ المقاومة كذلك تدرك أنّ التنسيق الأمني سيؤدي إلى قيام السلطة بأعمال تضييق الخناق عليها في عملياتها ضد الاحتلال.

وفي سبيل مواجهة كل المؤامرات، أضاف أنه يجب الوحدة في مجال المقاومة، وتأسيس لجان للمقاومة يشترك فيها الجميع كما هو الحال في غزة أو جنين التي شهدت تشكيل غرفة عمليات مشتركة.

اقرأ أيضًا: دعوات لإسناد المقاومة في الضفة وتشكيل حاضنة شعبية لدعمها لوجستيًّا

من جهته، أكد الكاتب والمحلل السياسي عامر سعد أنّ العقيدة الأمنية القائمة على تقديس التنسيق الأمني والتمسك به هو ما يحكم عمل أجهزة أمن السلطة وعلاقتها مع المقاومة وحتى بقية شرائح المجتمع الفلسطيني.

وعدّ سعد "تبجّح" رئيس السلطة محمود عباس وإعلان مواقفه الصريحة من عداء أيّ شكل من أشكال المقاومة المسلحة تعبيرًا واضحًا عن النوايا المبيتة لدى أفراد أجهزة أمن السلطة التي تُسخّر كلّ طاقاتها في سبيل ملاحقة المسيرات والمهرجانات الوطنية، وتقف عاجزة عن اعتقال تجار الدم والفلتان.