فلسطين أون لاين

منظمة التحرير واستئناف الكفاح

بعد مرور ربع قرن على توقيع اتفاقية أوسلو يمكننا القول: إن إسحق شامير "أصاب" حين قال يوم مؤتمر مدريد: "إن المفاوضات سوف تستمر دون أن تبلغ أهدافها"، وقد ثبت لنا بالدليل القاطع أن الثابت الوحيد لدى كيان الاحتلال وربيبته أمريكا بخصوص "عملية السلام" هو استمرار العملية إلى الأبد، أي دون تحقيق السلام أو التسوية أو أي مما يشبه ذلك.


السلطة الفلسطينية اليوم تعترف بشكل قاطع على لسان الرئيس محمود عباس ومن دونه من قيادات في منظمة التحرير أن الولايات المتحدة الأمريكية منحازة تمامًا إلى العدو الإسرائيلي، وأنها غير أمينة على رعاية المفاوضات بين منظمة التحرير وكيان الاحتلال، هذا الكلام يقال بعد ربع قرن، وبعد إغراق الضفة الغربية بالمستوطنات والجدر، وبعد تقييد الطرف الفلسطيني باتفاقات سياسية واقتصادية وأمنية مهلكة لا يمكن للحياة في الضفة الغربية أن تستمر معها، فضلًا عن استمرار مفاوضات وحوارات سياسية.


كيان الاحتلال يرفض رفضًا قاطعًا تدخل أي وسيط بينه وبين منظمة التحرير غير الولايات المتحدة الأمريكية، ولذلك رفض المبادرة الفرنسية، وكذلك سيرفض المبادرة الصينية، وأية مبادرة أخرى قد تضفي بعض الجدية على المفاوضات، علمًا بأن موقف كل الأطراف المبادرة لا يختلف جذريًّا عن الموقف الأمريكي، لأن تلك الأطراف لا تغامر بمصالحها الاقتصادية والسياسية من أجل الفلسطينيين، لأن منظمة التحرير لا تملك أوراقًا معترفًا دوليًّا بقوتها أو يحسب لها أي حساب، ولذلك إن كل المتطوعين من الغرب والشرق يقدمون مبادراتهم، ويعلنون مسبقًا حرصهم على أمن كيان الاحتلال، وأغلبهم يساوون بين الجلاد الإسرائيلي والضحية الفلسطيني، إلا بعض الدول التي تعد الفلسطيني إرهابيًّا والكيان الغاصب ضحية يبحث عن استقراره وأمن أفراده.


أعتقد أن كل ما سبق ذكره هو مسلمات لدى جميع الفصائل الفلسطينية حتى فصائل منظمة التحرير، ولكن الفرق أن منظمة التحرير ليس لديها أي خيار آخر غير التمسك بسراب أوسلو، أما فصائل المقاومة فلديها خيارات متعددة، وتملك أوراقًا ضاغطة على العدو الإسرائيلي وعلى المجتمع الدولي، ولذلك يكون أمام المنظمة إما الاستمرار في الجري خلف السراب حتى تهلك عطشًا، أو التراجع عن الخطأ الذي أوقعت نفسها به، والعودة إلى صف الفصائل المقاومة، وإلى تاريخها النضالي الذي توقف قبل ربع قرن.