ما إن نجح المقدسيون في إرغام الاحتلال الإسرائيلي على إلغاء نصب البوابات الإلكترونية والكاميرات الذكية والجسور المعلقة حتى نفذت حكومة الاحتلال ما يمكن تسميته عملية التفافية لحصار نصر المقدسيين ، بل عقابهم على إرادتهم الصلبة ووحدتهم الميدانية وقرارهم الواضح الجريء.
ويمكن للمراقب أن يرصد عديد الإجراءات الإسرائيلية حيث زادت من عناصر الشرطة وحرس الحدود في محيط البلدة القديمة والمسجد الأقصى الذين يقومون بالتدقيق في هوية كل من يتحرك في القدس ، ويمنعون من لا يعجبهم ، وحرموا العشرات من تقديم امتحانات برنامج حفظ وتلاوة القرآن الكريم الذي تشرف عليه وزارة الأوقاف .
وشنت قوات الاحتلال حملات مداهمات واعتقال لعشرات الفلسطينيين من سكان البلدة القديمة والقرى التي حولها وأخضعوهم للتحقيق ، وقبل أيام قدم نحو 50 لائحة اتهام ضد مقدسيين يتهمهم الاحتلال بإثارة الفوضى أثناء الاحتجاجات الأخيرة ، وشرعوا بمراجعة تسجيلات الكاميرات المنتشرة في محيط القدس وغيرها واعتقلت عددا منهم ، فيما يقوم فريق مختص بمراجعة وتحليل البوستات والتغريدات التي يكتبها الفلسطينيون من سكان القدس والتي قد تتحول لاتهام لهم بالتحريض أو دعم الإرهاب !!.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بيوت عائلات شهداء وأسرى مقدسيين وصادرت أموالا بزعم أنهم تلقوها من حركة حماس ، فالأسرة المقدسية محظور أن تتلقى أي دعم مالي يعينها على الحياة القاسية بعد اعتقال ابنها ، وهدموا عددا كبيرا من منازل المقدسيين ، فيما شددت شرطة الاحتلال من حصارها على مستشفى المقاصد وعمليات مداهمته بحثا عن مصابين لا زالوا يتلقون العلاج فيه .
وفي ذات السياق وضعت لافتات حول مدينة القدس التي يرغب نتنياهو في جعلها حدود القدس الكبرى حيث ينوي تقديم قانون جديد باسم (القدس الكبرى) ، واعتقل الاحتلال شيخ الأقصى رائد صلاح ويعد له لائحة اتهام تلقي به ردحا من الزمن في السجن !! .
وزادت وتيرة الاقتحامات التي يتعرض لها المسجد الاقصى المبارك وستزداد من خلال التظاهرات التي تدعو لها منظمات ارهابية يهودية متطرفة داخل المسجد الاقصى ، والجولات الأمنية المستمرة والزيارات التي لا تتوقف حتى أن 7 من اليهود عقدوا قرانهم داخل باحات الاقصى .
تسعى حكومة الاحتلال من خلال الاقتحامات المستمرة وإقامة الطقوس التلمودية ورفع العلم الإسرائيلي في كل مناسبة على مباني المسجد الأقصى والقدس إلى فرض واقع جديد في المسجد الأقصى يهيئ لبناء هيكلهم المزعوم, حتى أن منظمة (يرآه- يهودا جليك) كشفت قبل أيام أن 20060 اقتحموا الأقصى خلال العام 2017 وهو الأكبر منذ احتلال القدس عام 1967!!.
تمكن الاحتلال من تطبيع عقولنا بتلك المشاهد من الاقتحامات اليومية للأقصى وحصار القدس وأصبح العقل الفلسطيني والعربي يمر عليه الحدث دونما ردة فعل ، بل وبقبول طوعي دون أن يثير فينا الغيرة أو النخوة .
كل ذلك يحدث في القدس بهدوء ودون ضجيج من حصار وهدم منازل واعتقالات وتفريغ للسكان وعقاب للمقدسيين على ثباتهم وصمودهم ونحن غارقون في الصمت ولا زلنا نتبارى من منا صاحب نصر المقدسيين !!