رجحت صحيفة "الغارديان" أن يؤدي فيلم وثائقي جديد عن اغتيال الصحفية المخضرمة شيرين أبو عاقلة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، إلى زيادة الضغط على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لضمان السماح لمكتب التحقيقات الفيدرالي بالتحقيق الكامل في وفاتها بعد إعلان الاحتلال عدم تعاونه مع أي تحقيقات.
وقالت الصحيفة إن الفيلم الوثائقي "Faultlines"، هو الرواية الأكثر تفصيلاً حتى الآن للأحداث التي وقعت خلال عملية الدهم التي شنتها قوات الاحتلال في مدينة جنين بالضفة الغربية، والتي قتلت خلالها الصحفية شيرين أبو عاقلة في أيار/ مايو الماضي.
وأوضحت أن تسجيلات الفيديو في الفيلم (قبل وبعد إطلاق النار)، ومقابلات مع صحفيين آخرين في مكان الحادث، تفكك رواية الاحتلال المتغيرة، التي ألقت باللوم في البداية على الفلسطينيين، ثم ادعت كذباً أنها وقعت في أثناء تبادل لإطلاق النار خلال معركة بالأسلحة النارية.
ويعرض الفيلم من إنتاج الجزيرة دليلاً على أن جندياً إسرائيلياً واحداً على الأقل كان يستهدف الصحفيين.
وأثار الفيلم تساؤلات حول سبب تبني إدارة بايدن لرواية الاحتلال ومقاومة تحقيق أمريكي مستقل في مقتل مواطن أمريكي، إلى أن أجبرها أعضاء الكونجرس على الموافقة لإجراء تحقيق من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي.
وشددت الصحيفة على أن تجميع الفيديو وروايات شهود العيان الموجودة في الفيلم، يقدم أدلة دامغة على أن رواية الاحتلال كانت مليئة بالأكاذيب، مشيرة إلى أن الأدلة تتحدى بشكل أساسي الادعاء، الذي لا تزال "إسرائيل" متمسكة به، بأن أبو عاقلة قُتلت بنيران طائشة في وسط معركة بالأسلحة النارية.
وقال مدير بتسيلم، حجاي العاد، في وثائقي قناة "الجزيرة"، إن لجيش الاحتلال الإسرائيلي تاريخًا في تقديم مزاعم كاذبة حول مقتل مدنيين على يد جنوده؛ لإثارة الارتباك حول ما حدث بالفعل.
وأضاف: "إنهم معتادون على الإفلات من الكذب بشأن قتل الفلسطينيين في كل من الساحة العامة والساحة القانونية".
وحققت الاستراتيجية الإسرائيلية في تضليل المحققين نجاحاً واحداً على الأقل. حيث تبنت إدارة بايدن على نطاق واسع الرواية الأخيرة لجيش الاحتلال الإسرائيلي للأحداث، التي تفيد بأن أبو عاقلة ربما قتلت على يد جندي إسرائيلي، لكن إطلاق النار كان حادثًا في وسط معركة بالأسلحة النارية.
وقال إلعاد من بتسيلم إنه من "المشين" أن تعتمد الولايات المتحدة على التقارير الرسمية الإسرائيلية؛ لأنها لم تكن تهدف للوصول إلى الحقيقة، ولكن لحماية جنود جيش الدفاع الإسرائيلي من المساءلة القانونية والفوز بمعركة العلاقات العامة.
وتابع: "هذه تحقيقات زائفة، لكن الجيش الإسرائيلي استثمر فيها الكثير من الموارد". "إنه متعمد. تصل إلى الإفلات من العقاب، لكنك لا تدفع الثمن في الساحة العامة لأننا نحقق".
وفي وقت سابق، أخطرت وزارة العدل الأمريكية وزارة القضاء لدى الاحتلال، بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" فتح تحقيقا جنائيا في ظروف اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة، وذلك بعد تعرض الإدارة الأمريكية لضغوط من قبل العشرات من الديمقراطيين في الكونغرس وعائلة الصحفية أبو عاقلة، التي تحمل الجنسية الأمريكية، لبذل المزيد لضمان المساءلة، ووقّع أكثر من 20 عضوًا ديمقراطيًا في مجلس الشيوخ خطابا يدعو إلى إجراء تحقيق مستقل من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي.