فلسطين أون لاين

تقرير الإبعاد عن الأقصى.. سياسة إسرائيلية متصاعدة لتهويد القدس

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة-غزة/ جمال غيث:

لا تتوانى فوزية الكرد، ولو للحظة عن الوصول إلى المسجد الأقصى للرباط فيه والتصدي لاقتحامات المستوطنين ومنعهم من الاستفراد به بأداء طقوسهم التلمودية.

ولم تستسلم السبعينية الكرد لمحاولات الاحتلال منعها من الوصول إلى القدس المحتلة بسبب الحواجز التي أحاطت بالمدينة المقدسة، فتضطر في كثير من الأحيان سلك طرق بديلة التفافية انطلاقا من منزلها ببلدة كفر عقب شمال مدينة القدس، وصولًا إلى باحاته المقدسة.

مشاهد الاعتقال والإبعاد وفرض الغرامات على المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى، لم تمنع الكرد من مواصلة الرباط في باحاته، قائلة: "ما معنى فلسطين بلا أقصى ولا قدس؟.. فلسطين بلا قدس كجثمان بلا رأس".

بيئة طاردة

وأكدت الكرد لصحيفة "فلسطين" أن المستوطنين وقادة الاحتلال يستغلون فترة "الأعياد اليهودية" لتقليل أعداد الفلسطينيين الموجودين في الأقصى، ويحاصرونهم ويبعدونهم في محاولة منهم لتحويل المدينة لبيئة طاردة للوجود المقدسي، وإشعار المستوطنين بالأمن والأمان رغم حمايتهم بقوات كبيرة من الجنود، وفي مقدمة للاستيلاء على القدس والأقصى.

وذكرت أن الاحتلال أبعد مئات المرابطين والمرابطات عن الأقصى طوال الأعوام الماضية، في حين تلاحق موظفين وخطباء وحراس المسجد، وتعتقل الوافدين إليه سواء أطفال أو نساء أو شيوخ، مؤكدة خطورة الأوضاع في المدينة المقدسة.

وأوضحت أن الاحتلال يهدف من سياسة الإبعاد عن القدس والأقصى تهيئة الأجواء للمتطرفين باقتحامه وأداء طقوسهم التلمودية هناك، ومحاولة فرض التقسيم الزماني والمكاني، وتنفيذ مخططاته ومشاريعه العنصرية.

وأصدرت سلطات الاحتلال 59 قرار إبعاد عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة في القدس خلال أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بحسب مركز معلومات وادي حلوة.

وشملت قرارات الإبعاد وفق المركز، 17 قرار إبعاد عن البلدة القديمة، و38 عن الأقصى، و4 عن المدينة المقدسة.

عنصرية الاحتلال

في حين أوضح منسق القوى الوطنية والإسلامية في مدينة القدس حمدي دياب، أن سياسة الإبعاد التي تنتهجها سلطات الاحتلال تهدف إلى تقليص الوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة في مقدمة للاستيلاء عليها.

وتوقع دياب في حديث لـ"فلسطين" تصعيد حكومة الاحتلال الجديدة المتطرفة من سياساتها العنصرية في القدس والأقصى لتنفيذ مخططاتها ومشاريعها الرامية لهدم المسجد المبارك، وإقامة "الهيكل" المزعوم على أنقاضه.

وقال: نفيق كل يوم على قرارات إسرائيلية عنصرية تتخذ بحق المقدسيين كإبعادهم عن القدس والمدينة المقدسة، وفرض الضرائب والغرامات المالية الباهظة عليهم، وهدم منازلهم لدفعهم إلى مغادرة المدينة "لكن تلك السياسات تزيد من تشبثنا بالقدس والأقصى".

وأكد دياب أن الاحتلال يعرقل وصول مئات الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية والداخل المحتل إلى مدينة القدس لأداء الصلاة والرباط في باحات الأقصى المقدسة، بنشر الحواجز المؤدية للمدينة المحتلة والطلب من الحافلات العودة إلى الأماكن التي انطلقت منها، ومخالفتها، إلى جانب إشغال الأهالي بالقضايا الحياتية اليومية.

واعتبر قرارات الإبعاد التي يتخذها الاحتلال بحق المرابطين في القدس انتهاكا لحرية العبادة، مشددًا على أنها لن تثني المقدسيين عن الدفاع عن مسجدهم المبارك.

وحذر من خطورة الدعوات التي تطلقها الجمعيات الاستيطانية، ووزير الأمن القومي الإسرائيلي المرتقب إيتمار بن غفير، باقتحام الأقصى، الشهر المقبل، داعيًا كل أبناء الشعب الفلسطيني وخاصة المقدسيين إلى الرباط فيه والتصدي لاقتحام المستوطنين وإفشال مخططاتهم العنصرية.

موسم الأعياد

وبدأ الاحتلال بسياسة الإبعاد عن القدس والمسجد الأقصى منذ سبعينيات القرن الماضي وفق ما أكده رئيس مركز القدس الدولي حسن خاطر.

وقال خاطر لـ"فلسطين": إن الاحتلال بدأ سياسته بإبعاد العلماء والشخصيات السياسية والمؤثرين والفاعلين عن الأقصى للتفرد به وتنفيذ المخططات العنصرية لتهويد القدس، مبينًا أن الإبعاد يختلف في مدته ونوعيته، فالبعض يُمنع من الوصول للقدس والأقصى، وآخرون يُحرمون الدخول للبلدة القديمة والبعض يُبعَد إلى قطاع غزة، لافتًا إلى أن الإبعاد يتراوح مدته من أسبوعين لأعوام.

وبين أن الاحتلال يستخدم عددًا من الوسائل بحق المقدسيين لإبعادهم عن الأقصى كالاعتقال، وفرض الضرائب والغرامات المالية الباهظة، وقرارات هدم المنازل والاستيلاء عليها، والحبس المنزلي، مؤكدًا أن تلك القرارات لم تمنع الأهالي من الدفاع عن مقدساتهم.

ورأى أن الإبعاد عن الأقصى في تصاعد مستمر وهدفه تفريغه من المسلمين وتهيئة الأجواء للمتطرفين باقتحامه وأداء طقوسهم التلمودية في باحاته.

وأشار إلى أن "القائمة الذهبية" التي وضعها المقدسيون لتضم أسماء الأشخاص المبعدين عن الأقصى، ضمت مئات أسماء المبعدين عن القدس والمسجد المبارك، داعيًا الكل الفلسطيني للوقوف إلى جانب المقدسيين وتعزيز صمودهم والتصدي للدعوات الاستيطانية لحشد جمهور المستوطنين واليمين الإسرائيلي المتطرف للمشاركة في أكبر اقتحام للمسجد في 18 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.

وكانت جماعات "الهيكل" المزعوم دعت لحشد أنصارها لتنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، فيما يسمى بعيد "الأنوار/ الحانوكاة" الذي يبدأ في 18 ديسمبر المقبل، ويستمر ثمانية أيام.

وردًّا على دعوات منظمات "الهيكل" المزعوم، أطلقت دعوات مقدسية لتكثيف الحشد والرباط في المسجد الأقصى، للتصدي لاقتحامات المستوطنين ومخططات الاحتلال.