فلسطين أون لاين

تقرير مختصون: إزالة الاحتلال مئذنة مسجد قلعة القدس تهويد وطمس للمعالم الإسلامية

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة-غزة/ محمد أبو شحمة:

عدَّ مختصان في شؤون القدس، إقدام الاحتلال الإسرائيلي على إزالة مئذنة مسجد "قلعة القدس" في منطقة باب الخليل، في البلدة القديمة بالقدس المحتلة يأتي ضمن سعيها لتهويد البلدة وتغيير معالمها وهويتها العربية والإسلامية.

والمئذنة التاريخية أنشأها السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون عام 1310، ورممها السلطان العثماني سليمان القانوني سنة 938هـ/1532م، ثم جُددت عام 1655، في عهد السلطان العثماني محمد الرابع.

وتتكون المئذنة من ثلاثة طوابق حجرية، يُشكل أولها قاعدتها المربعة، ويقوم فوقه الطابق الثاني أسطواني الشكل، ومن ثم الطابق الثالث، الذي يعد الأصغر حجمًا من الطابق الثاني، ويتوسط منتصفه بناء صغير، يُشكل طاقية المئذنة.

وبعد احتلال القدس عام 1967، سقطت القلعة بيد الاحتلال، وبدأ عمليات حفريات واسعة تخللها تدمير جزء منها وعدد كبير من الآثار الإسلامية العريقة فيها.

تهويد إسرائيلي

وأكد رئيس مركز القدس الدولي، د. حسن خاطر، أن إزالة سلطات الاحتلال لمئذنة مسجد قلعة القدس الذي يعدّ أحد معالم البلدة القديمة، يأتي ضمن خططها لتهويد البلدة وتغيير معالمها وهويتها العربية والإسلامية.

وأشار خاطر في حديث لصحيفة "فلسطين"، إلى أن الاحتلال عمل على تغيير هوية العديد من المساجد في البلدة القديمة، واستبدل بعض أبواب تلك المساجد، ووضع أبواب مكتوب عليها باللغة العبرية".

وبين أن الاحتلال يعمل على تحويل بعض المساجد في البلدة القديمة إلى كنس يهودية من خلال أوامر عسكرية، ضمن مساعي تهويد البلدة القديمة، وصولًا إلى تهويد المسجد الأقصى المبارك.

ولفت إلى أن الاحتلال لم يسمح برفع الأذان في مسجد قلعة القدس منذ احتلال مدينة القدس عام 1967، وعمل على تغيير معالمه وتحويله إلى ما يشبه الكنيس من الداخل، إذ وضع شعارات كـ"نجمة داوود" على جدرانه من الداخل.

من جانبه، أكد الباحث المقدسي فخري أبو دياب، أن الاحتلال ما زال يمارس التهويد من أجل طمس معالم القدس العربية وكذلك شواهدها، وتشويه تلك المعالم التي تثبت زيف رواياته وتدحض ما يحاول فرضه من واقع مزور ومصطنع.

وقال أبو دياب في تصريحات لموقع "القسطل"، إن "إزالة مئذنة قلعة القدس التاريخية هو اعتداء على الأمة العربية والإسلامية وحضارتها وهو تعدٍّ على كل القوانين والمواثيق الدولية التي تقر بحفظ الآثار والتاريخ لأي بلد تحت الاحتلال، خاصة في مدينة القدس التي تتعرض لموجة تهويد وطمس هوية بشكل واضح ومعلن.

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، اعتبر نشطاء، إقدام الاحتلال على إزالة مئذنة قلعة القدس إجراء خطيرًا يستهدف المسجد الأقصى بشكل أساسي.

وأكدت الناشطة آلاء حسان أن خطوة الاحتلال تأتي ضمن استمرار محاولات الطمس والتهويد لمعالم القدس المحتلة.

واعتبرت الناشطة كاتيا ناصر، إزالة مئذنة مسجد قلعة القدس، إمعاناً في التهويد وطمس الهوية، وإجراء خطيرًا، في حين قالت الناشطة فاطمة رضوان، أن إزالة المئذنة يعد اعتداء صارخًا على المقدسات.