فلسطين أون لاين

تقرير في القدس.. انتهاكات وجرائم لا تحصى تدفع إلى مزيد من العمليات الفدائية

...
انتهاكات وجرائم لا تحصى تدفع إلى مزيد من العمليات الفدائية
القدس المحتلة-غزة/ أدهم الشريف:

أجمعت شخصيات مقدسية وسياسيون، على أن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة وبحق المسجد الأقصى تحديدًا، التي أصبحت لا تعد ولا تحصى، تدفع المقاومة الفلسطينية إلى مزيد من العمليات النوعية ضد قوات الاحتلال ومستوطنيه.

وأكدوا أن عملية التفجير المزدوج في موقف للباصات في القدس المحتلة، ما هي إلا نتيجة طبيعية لتصاعد الانتهاكات الإسرائيلية بحق المقدسات الإسلامية وقتل الأطفال وجرائم المستوطنين بحق المواطنين في الضفة الغربية.

ردة فعل

وقال الباحث المختص في شؤون القدس د. حسن خاطر: إن انتهاكات الاحتلال تشكل دافعًا أساسيًّا للفلسطينيين للقيام بعمليات فدائية ضد أهدافه في المناطق المحتلة، ولا سيما القدس، والضفة، والداخل المحتل، وهذه الانتهاكات والجرائم تواجه بردة فعل موازية لها.

وعدَّ خاطر في حديث لصحيفة "فلسطين"، أن هذه الانتهاكات قد أصبحت وكأنها قانون يحكم الصراع مع الاحتلال الذي طالما أوغل في جرائمه بحق المقدسات ووجه بأعمال مقاومة جديدة، مؤكدًا أن شعبنا لا يمكن قهره بالطريقة التي يريدها الاحتلال.

وتابع: ردود الفعل ومقاومة شعبنا لا يستطيع أحد أن يتنبأ بها، وليس بإمكان أحد حصرها في منطقة معينة، لذلك لا يمكن للاحتلال أن ينتصر على إرادة شعبنا الفلسطيني.

وتابع: ما يجري من عمليات للمقاومة تأتي ردًا على جرائم الاحتلال التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء.

وأشار خاطر إلى ضرورة تحرك المجتمع الدولي بطريقة تعيد التوازن على الأقل إلى المواقف الدولية تجاه جرائم الاحتلال والمستوطنين.

من جهته، قال النائب المقدسي في المجلس التشريعي د. إبراهيم أبو سالم: إن ما يفعله الاحتلال في القدس خطير جدًّا، وهو يصر على انتهاكاته بحق المقدسات وحرمان المواطنين من حقوقهم، ويحول دون وصول المصلين للمسجد الأقصى، ولذلك كانت ردة الفعل عنيفة هذه المرة.

وأضاف أبو سالم لصحيفة "فلسطين"، أن ما يقوم به الاحتلال لا يمكن لعقل أن يتصوره، لكن في المقابل فإن شعبنا لا يقبل بالذل ولا يرضخ لهذه الممارسات إطلاقًا، ولذلك نجد الأجيال الفلسطينية تنتفض في وجه الاحتلال.

وشدد على أن شعبنا يعيش حالة قهر منذ سنوات، ويلاحقه الاحتلال على لقمة العيش، وما يحدث الآن عبارة عن انتفاضة للمطالبة بجميع الحقوق.

وتابع حديثه: "علاوة على ذلك فإن القدس تعيش مأساة بسبب انتهاكات الاحتلال الذي يمنع أعدادًا كبيرة من أهالي القدس من الوصول إليه".

وعدَّد أبو سالم بعض الانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى، ومنها الاقتحامات اليومية، والنفخ في "البوق"، وغيرها من الممارسات العدوانية التي لا يمكن لأحد أن يحصيها.

تطوير المقاومة

من جهته، رأى الكاتب والمحلل السياسي، ساري عرابي، أن عملية التفجير في القدس دلالة على استمرار المقاومة وتجذرها، وأنها غير مرتبطة بالتشكيلات المسلحة في شمالي الضفة الغربية، وتحديدًا جنين ونابلس.

وقال عرابي لصحيفة "فلسطين": إن القدس والضفة الغربية المحتلتيْن، شهدتا سلسلة عمليات فدائية في أوقات متقاربة، شكلت موجة من العمليات ذات الطابع النوعي التي تنضم إلى ما سبقتها من هبَّات وموجات، منذ 2015 حين اندلعت "انتفاضة القدس".

ولفت إلى أن عملية التفجير بالقدس تعكس مساعي الشبان الفلسطينيين إلى تطوير العمل المقاوم بالضفة والقدس، والمحاولات المستمرة لتطوير الأسلوب والوسيلة لتنفيذها.

وبين أن المقاومة هي جزء من تاريخ شعبنا، واللجوء لها للانتفاض ومواجهة انتهاكات الاحتلال التي تشمل استمرار حصار غزة، وانتشار المستوطنين بالضفة الغربية على نحو غير مسبوق بفعل مشاريع التوسع الاستيطاني.

وأشار المحلل السياسي إلى أن المقاومة الفلسطينية تواجه ترسانة عسكرية وجيشًا منظمًا يمتلك قدرات عالية في إطار مواجهة تصعد فيها المقاومة رغم ظروف الحصار والبيئة غير المواتية التي تعمل بها.

وعد عرابي أن الشعب الفلسطيني يمتلك العزيمة والإرادة للاستمرار في مواجهة الاحتلال والتصدي لانتهاكاته.