فلسطين أون لاين

تقرير كابوس التهجير يتهدّد عرب السواحرة شرقي القدس

...
كابوس التهجير يتهدّد عرب السواحرة شرقي القدس
القدس المحتلة-غزة/ جمال غيث:

تعيش 30 عائلة فلسطينية في بلدة عرب السواحرة جنوب شرق مدينة القدس المحتلة، أيامًا عصيبة، خشية من إقدام جرافات الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ قرارات هدم منازلها في أي لحظة.

وتسلمت العائلات قبل أيام إخطارات بإخلاء منازلهم قسرًا، بزعم أن ملكية الأرض تعود للمستوطنين قبل نحو 100 عام، وفق محمد حجازي؛ أحد سكان البلدة.

وقال حجازي لصحيفة "فلسطين" إن سلطات الاحتلال سلمته أمر إخلاء منزله قسرًا، كما باقي عائلات عرب السواحرة، والهدف سلب أراضيهم لإنشاء حي استيطاني جديد يحمل اسم "كدمات زيون" ويضم 400 وحدة استيطانية.

ويبلغ عدد سكان البلدة 150 شخصا وتقيم العائلات في المنطقة منذ 60 عاما، بحسب حجازي.

عزل القدس

وقال إن لدى الأهالي وثائق تدحض مزاعم الاحتلال حول ملكية المستوطنين للأرض، مشيرا إلى أنه يضع عينه على بلدة السواحرة منذ أعوام بهدف تهجير أهلها لاستكمال مخططاته الاستيطانية وربط المستوطنات بعضها بالآخر لعزل القدس عن محيطها من البلدات الفلسطينية.

وبلدة السواحرة تتبع محافظة القدس، وتبعد عنها نحو 3 كم، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى عرب السواحرة الذين يقطنونها، ويحدها من الشمال بلدة أبو ديس، ومن الغرب جبل المكبر، ومن الشرق بلدة العيزرية، ومن الجنوب بلدة العبيدية وعرب التعامرة.

أوضاع مأساوية

ويدعّم المقدسي عيسى القنبر قول حجازي، بأن سكان البلدة يمتلكون أوراقًا تثبت أحقيتهم بالأرض وأنهم يقيمون عليها منذ أكثر من 60 عامًا.

وأكد القنبر لـ"فلسطين" أن سكان البلدة سكنوا الأرض قبل وجود الاحتلال فيها، ويخففون من معاناتهم على نفقتهم الخاصة كتعبيد الشوارع وتوفير المياه والكهرباء، رغم الضرائب الباهظة التي تفرضها عليهم بلدية الاحتلال.

وذكر أن أكثر من جمعية استيطانية عرضت على الأهالي الكثير من الأموال مقابل شراء منازلهم لكنهم رفضوا بيعها، مضيفا: "سنبقى صامدين، ولن نترك منازلنا حتى لو هدمت فوق رؤوسنا".

وقال رئيس لجنة الدفاع عن أراضي شرق القدس بسام بحر إن الاحتلال يحاول تفريغ المنطقة من أصحابها منذ تسعينيات القرن الماضي، لعزل القدس عن محيطها العربي وسهولة الانقضاض عليها وتنفيذ مخططاته الاستيطانية فيها.

وأشار إلى أن عرب السواحرة يعيشون أوضاعًا مأساوية بعد توزيع إخطارات إخلاء منازلهم قسرا، لافتًا إلى أن وجودهم بالمكان يقف عائقا أمام إقامة البؤرة الاستيطانية المعروفة باسم "كدمات زيون".

ونبه إلى أنه في حال هجر الاحتلال الأهالي من المنطقة سيباشر العمل بالبؤرة الاستيطانية ولا سيما أنه أنشأ مؤخرًا بنية تحتية كاملة لها، وأهّل الطرق المؤدية إليها.

وحذر من اشتداد الهجمات الاستيطانية خاصة بمدينة القدس، ولا سيما بعدما أفرزت نتائج انتخابات "الكنيست" الإسرائيلي قيادة متطرفة ستزيد من جرائمها الاستيطانية ضد الفلسطينيين.