فلسطين أون لاين

تقرير "إرهاب" مستوطني "كريات أربع" يطال الطفل يزن الرجبي

...
الطفل يزن منجد الرجبي
الخليل-غزة/ أدهم الشريف:

يرقد الطفل يزن الرجبي على أسرّة العلاج بعد إصابته بجروح حادة نتيجة ملاحقته من مجموعة من المستوطنين اليهود في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، وبالكاد يقدر على الكلام والحركة.

ويخضع الطفل الرجبي (11 عامًا) للعلاج في مستشفى عالية الحكومي بمدينة الخليل. ووثق حقوقيون الاعتداء عليه، وبينوا أنه تعرض للضرب بالأيدي والركل بالأقدام من مستوطني مستوطنة "كريات أربع" قبل أن يحاول الفرار منهم، ليسقط في حفرة كبيرة.

والطفل الرجبي، طالب مدرسي، يعد من أصحاب الاهتمام الكبير بدراسته، كما يقول والده منجد الرجبي (33 عامًا) لصحيفة "فلسطين".

ويسكن الرجبي في وادي الغروس، الذي يلاصقه مستوطنة "كريات أربع" الرابضة على أراضي الخليل منذ إقامتها سنة 1968.

وبيَّن أن مستوطني "كريات أربع" دائمًا ما ينفذون انتهاكات جسيمة بحق المواطنين في منطقة وادي الغروس، وغيرها من أحياء وبلدات مدينة الخليل، التي يتغلغل فيها الاستيطان والمستوطنون.

وأكثر ما يثير استغراب الرجبي، حماية قوات الاحتلال الدائمة للمستوطنين خلال تنفيذ انتهاكاتهم.

وفي تفاصيل الجريمة، بيَّن أن نجله كان يقف ومعه دراجته الهوائية ظهر يوم 20 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، وفوجئ بمجموعة من المستوطنين القادمين من "كريات أربع" في اتجاهه، وعندما حاول الالتفاف والابتعاد عنهم، ضربوه بشدة وطاردوه محاولين الاعتداء عليه، فقرر الفرار منهم بركوب دراجته والسير بها بعيدًا، لكنه بسبب الخوف الشديد الناتج عن المطاردة سقط في حفرة صخرية كبيرة، أدت إلى إصابته بجروح مختلفة.

ويظهر الطفل "الرجبي" في صورة تداولها نشطاء على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي، وهو ملقى على سرير العلاج في مستشفى عالية، غير قادر على الحركة، وقد تغيرت معالم وجهه بسبب الجروح العميقة التي أصابت رأسه ووجهه، إضافة إلى جروح ورضوض في جميع أنحاء جسده.

ويؤمن الوالد "الرجبي" الذي يتنقل بين أماكن مختلفة من الخليل للعمل والبحث عن قوت أبنائه، أنه لولا مطاردة المستوطنين لنجله ما كان مسه أي سوء، محملاً المسؤولية الكاملة عن سلامته والتداعيات الصحية لإصابته لحكومة الاحتلال ومستوطنيه.

وبيَّن أن جريمة المستوطنين بمطاردة نجله وما نتج عنها جعلت أسرته تعيش ظروفًا استثنائية، حتى أن هؤلاء المستوطنين أفقدوها فرحة مولودها الجديد، شقيق يزن، الذي رزقت به قبل أسبوع من الجريمة التي تسبب بها المستوطنون.

وذكر أن انتهاكات مستوطني "كريات أربع" بحق أهالي الخليل لا تتوقف على الإطلاق، ودائمًا توفر لهم قوات الاحتلال الحماية.

وهذا ما يشير إليه منسق تجمع المدافعين عن حقوق الإنسان في الخليل عماد أبو شمسية، إذ أكد أن مسلسل إجرام المستوطنين مستمر بحق الأطفال والنساء "ورصدنا ارتفاعًا في الاعتداءات من خلال ما نوثقه في أنحاء متفرقة من الخليل".

وأضاف أبو شمسية لـ"فلسطين" أن الطفل "الرجبي" تعرض للاعتداء من المستوطنين بالضرب، ولولا عناية الله لكان قد فارق الحياة، وقد انتبه إليه أصدقاؤه وجيرانه وتمَّ إسعافه بعد سقوطه في حفرة عميقة.

وتابع أن مستوطنة "كريات أربع" والبؤر الاستيطانية المحيطة بها تضم غلاة المستوطنين اليهود، ومن بينهم المتطرف إيتمار بين غفير الذي من المتوقع أن يتولى منصبًا رفيعًا في حكومة الاحتلال الجديدة.

وأشار إلى أن المستوطنين عندما يرون مواطنًا فلسطينيًا كان سيدة أو طفلاً أو رجلاً، يمر من أحد الشوارع القريبة من "كريات أربع" يعتدون عليه حتى لو لم يمس هذا المواطن هؤلاء المستوطنين بأي ضرر، وذلك ضمن سياسة متعمدة يتبعها هؤلاء منذ سنوات طويلة لتهجير السكان وإحلال المستوطنين اليهود مكانهم.

وعدَّ أن ذلك يعكس جزءًا من جرائم المستوطنين المتواصلة في مدينة الخليل.

وبين أن من بين غلاة مستوطني "كريات أربع" من قتل عددا من المواطنين بدم بارد، وساهموا في التأسيس للمشروع الاستيطاني لمدينة الخليل.

وشبه "غلاة المستوطنين" هؤلاء بـ"العصابات الصهيونية" التي تسببت بالنكبة الفلسطينية سنة 1948، وقتلت الآلاف، وهجرت أكثر من 600 ألف مواطن إلى قطاع غزة والضفة الغربية ودول الشتات.