فلسطين أون لاين

تقرير "يلا على نابلس".. حملة لإنعاش اقتصادها وكسر تبعات الحصار

...
صورة أرشيفية
نابلس/ خاص "فلسطين":

تداعت مؤسسات مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة إلى إطلاق حملة للنهوض بواقع المدينة الاقتصادي بعد أسابيع قاسية من جراء الحصار الذي فرضه الاحتلال عليها، وما خلفه ذلك من آثار كارثية.

وأطلق منظمو الحملة عليها اسم "يلا على نابلس"، واستهدفوا من خلالها المتسوقين القادمين من الأراضي المحتلة عام 1948 الذين يشكلون رافعة أساسية للاقتصاد النابلسي.

المتحدث باسم الغرفة التجارية في محافظة نابلس ياسين دويكات أوضح أن الحملة تعبر عن حرص مؤسسات المدينة على الإبقاء على الصورة المشرقة للمدينة التي لطالما فتحت أبوابها أمام المتسوقين عموما، وأهالي الداخل المحتل على وجه الخصوص، ومحاولة إنعاش الاقتصاد النابلسي.

ولفت دويكات في حديث لصحيفة "فلسطين" إلى اتخاذ العديد من الخطوات لإنجاح الحملة، أبرزها توجيه جملة إعلانات تستهدف المتسوقين، وتأمين حافلات خاصة لنقلهم وصولا إلى توفير أماكن خاصة لاصطفاف المركبات والحافلات مجانا، والتنسيق مع التجار لتقديم عروض تجارية تشجع المتسوقين على الشراء من المحلات التي بقيت مغلقة أو شبه مغلقة خلال فترة الحصار الإسرائيلي.

وعبّر عن أمله في نجاح الحملة التي تستمر عدة أسابيع بإعادة نابلس للصدارة من خلال تدفق المتسوقين من كل المناطق، سواء الداخل المحتل أو المدن الفلسطينية والقرى المحيطة، ولملمة جراح المدينة التي نزفت ماديا ومعنويا.

وقال أيمن المصري أحد التجار والمساهمين في الحملة والمنظمين لها: إن الفكرة جاءت بعد تواصل واجتماعات لترتيب الوضع النابلسي التجاري بعد فترة من الحصار والتضييق من الاحتلال الذي حوّل المدينة إلى سجن كبير.

وأضاف المصري لـ"فلسطين" أن الحملة تستهدف بالدرجة الأولى استقطاب أهالي الداخل المحتل الذين حرموا ومنعوا من دخول المدينة لأكثر من ثلاثة أسابيع، ما ألقى بآثاره الكارثية على واقع الاقتصاد النابلسي.

ولفتت إلى أن حملة "يلا على نابلس" نجحت في أيامها الأولى في إدخال العشرات من الحافلات المليئة بالمتسوقين، الذين عبروا عن سعادتهم لمثل هذه الحملات.

وأشار ماهر موفق أحد التجار إلى أن الحملة تهدف لكسر حاجز الخوف الذي تسلل إلى قلوب البعض بعدما نشر الاحتلال مشاهد من السلبية حول نابلس، موضحا أن الأخير لم يكتف خلال فترة الحصار بتدمير البنية التحتية وقتل المطاردين، بل سعى لتشويه صورة المدينة التي لطالما كانت ملاذا لكل المتسوقين، في محاولة منه لضرب القاعدة الشعبية للمقاومة وشبابها.

وقال موفق لـ"فلسطين": إن "السعي لإنعاش اقتصاد نابلس لم ولن يكون على حساب الكرامة النابلسية واحتضانها المقاومة والمقاومين، وستبقى المدينة كما عرفها الجميع جبل النار ومأوى الثوار، وحاضنة لا تمل من مقاومة الاحتلال مهما كلفها الأمر من ثمن".

يشار إلى أن الاحتلال فرض حصار مشددًا لمدة 23 يومًا على مداخل مدينة نابلس ومخارجها على خلفية مقتل أحد جنوده برصاص مقاومين في 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وفي إطار إجراءات تهدف لتضييق الخناق على مجموعات "عرين الأسود" الفدائية.