وسط حماسة عالية اختتم مركز العودة الفلسطيني مساء أمس فعاليات العرض الثاني لفيلمه القصير "طريق بلفور" في قاعات "غاليري21" وسط لندن، وذلك بحضور جمهور متنوع وعدد من الممثلين بالتعاون مع شركة إماجن للانتاج.
وتضمنت الفعالية عرضاً للفيلم ثم ندوة مفتوحة تحدث فيها مندوبون عن المركز وحملة الاعتذار عن وعد بلفور وجهة الانتاج، تلاها حوار مع عدد الممثلين المشاركين في الفيلم.
وأوضح "سامح حبيب" مسؤول قسم العلاقات والاتصال في المركز خلال مشاركته في الندوة، أهمية هذا الفيلم في تجسيد حقيقة المظلمة الواقعة على الشعب الفلسطيني، والأثر المرجو من إعادة قولبتها بهذا الشكل ضمن إطار ثقافي اجتماعي سهل الاستيعاب من قبل عموم الشعب البريطاني.
وأكد حبيب أن هذا الفيلم يعدّ إصداراً نادراً من نوعه فلسطينياً، خاصة في ظل ازدحام المشهد الفني العالمي بالكثير من الأعمال الضخمة التي تسوّق للرواية المضادة، وهو ما يضع مسؤولية كبرى على المؤسسات والهيئات الناشطة في هذا المضمار لانتاج المزيد من الأعمال التعريفية بمأساة الفلسطينيين.
بدوره، تحدث مخرج الفيلم "أنس الكرمي" عن التحديات التي واجهت عملية الانتاج، وعن رؤيته الفنية في ربط عناصر الصورة والمشهد المعاصر بأحداث واسقاطات مأخوذة من التاريخ الفلسطيني.
وخلال الاستماع إلى مداخلات الممثلين أمام الجمهور عبر "توم كولستون"، الممثل الذي لعب دور السيد جونز، عن سعادته واعتزازه بالدور الذي لعبه، موضحاً أنه اكتسب فهماً أعمق للمسار التاريخي الذي صنعه وعد بلفور.
كما شارك في الجلسة الحوارية أيضاً كل من الممثلين "توم كولستون"، "تشارلوت ستانتون"، "جون بارثرم" إلى جانب الطفلين "هنري ليل" و"كلوي زيلكن".
وكان مركز العودة الفلسطيني قد أنتج فيلمه القصير "طريق بلفور" بهدف زيادة الوعي لدى الجمهور البريطاني بالآثار الكارثية لوعد بلفور على الشعب الفلسطيني، ضمن مساعيه لدفع الحكومة البريطانية إلى إصدار اعتذار رسمي عن الوعد، ووقف كافة مراسم الاحتفال بذكراه المئوية.
ويجسد الفيلم درامياً قضية وعد بلفور الذي منحه وزير الخارجية البريطاني "آرثر بلفور" لصالح إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وتدور أحداثه حول قصة عائلة بريطانية تقوم الحكومة بطردها من منزلها بالقوة بهدف إيواء عائلة آخرى مشردة، حيث تجبر عائلة "جونز" على العيش في الحديقة الخلفية لمنزلها الذي تملكه ضمن كوخ ضيق ومحاصر وتحرم من الطعام والدواء بينما تتمتع أسرة "سميث" الدخيلة بكامل المنزل ومحتوياته وتحت حراسة جنود مدججين بالسلاح، وتتزايد الاعتداءات على العائلة المالكة لسلبهم مزيداً من حقوقهم.
وأطلق الفيلم لأول مرة في شهر يوليو الماضي في قاعات الملكة إليزابيث الشهيرة وسط لندن ضمن فعاليات معرض فلسطين إكسبو الأول، ولاقى نجاحاً كبيراً وسط جمهور ضخم من المهتمين.