قام قادة العرب المطبعين مع دولة ( إسرائيل) بتهنئة نيتنياهو بالفوز وعودته لرئاسة حكومة تل أبيب الجديدة. هم بعثوا بتهانيهم داعين الفائز لتعزيز التعاون معهم؟! هم يهنئون من يهينهم؟!
إنك إذا سألتهم لم تهنئون نيتنياهو بفوزه، وفوزه يهددكم بحكومة يمينية دينية متطرفه، فيها من يدعو لطرد العرب من فلسطين المحتلة، ومن يدعو لإنهاء الرعاية الهاشمية للمسجد الأقصى، ومن يدعو لعقوبة إعدام الأسرى، وإلى التمييز بين اليهودي والعربي، وغير ذلك من العناوين المخيفة الي تنذر بتهديدات جدية لاستقرار المنطقة، وإهانات جديدة لمواقعكم؟!
إنك إذا سألتهم عن موقفهم من تلكم العناوين، ومن التهنئة، أجابوك بأن التهنئة بروتوكول دبلوماسي لا يمكن تجاوزه في العلاقات السياسية الحديثة؟! نحن بيننا اعتراف متبادل وسفراء، وتبادل تجاري وأمني، ورحلات طيران، وشراكه في صناعات انتاجية، وتجارة غاز وبترول، وتبادل مياه وكهرباء، وغير ذلك من التفاصيل التي لا تحصى ولا تعدّ، فالتهنئة واجبة؟!
صدقتم، فرحلة التطبيع قديمة وسريعة وواسعة النطاق، وأنتم من أهل الواجبات، ولكن هل نسيتم أن شريككم يحتل القدس، والضفة، وغزة، والجولان السوري، ويتجه نحو ضم أجزاء واسعة من الضفة بعد ضمه للقدس؟! هل نسيتم التهديدات التي يمثلها مشروع ( الأردن الوطن البديل)؟! هل نسيتم أن نيتنياهو يرفض قيام دولة فلسطينية؟! هل نسيتم أنه يهدد بلادكم بالقنبلة النووية، ويخترق عواصمكم برجال الموساد؟! هل نسيتم أن شركاءه من زعران الإرهابي كاهانا يهددون مصالحكم لأنكم عرب، نعم فقط لأنكم عرب ؟!
نعم، هناك ما يدعو للتهنئة برأيكم، ولكن هناك ما يلزمكم التوقف عنها، لأن المهنّأ يحمل لكم أخطارا لا تحتمل؟! من أجل مصالح بلادكم توقفوا قليلا لا من أجل القدس؟! إنه لو كانت لبعضكم ملحوظة من هذه الملاحظات على آخر من دولكم العربية لتوقفتم حتما عن التهنئة بسبب ذلك. عرب أشداء على العرب، عرب رحماء على نيتنياهو؟! نيتنياهو يحمل لكم الفتن والموت، وأنتم تلاطفونه بمزيد من التطبيع. تلكم معادلة غير مفهومة في السياسة، حتى في تلكم المغرقة في البرجماتية؟! اللهم لطفك.