فلسطين أون لاين

​"جنود جولاني".. هروب من القتال في غزة إلى القتل في الضفة

...
جنود من نخبة "جولاني" في جيش الاحتلال
الناصرة / غزة - رنا الشرافي

شهد لواء النخبة "جولاني" في جيش الاحتلال الإسرائيلي تراجعًا في الخدمة بنسبة 50%، وهو اللواء المختص في العمل ضمن منطقة غلاف غزة، ومن بين جنوده الجندي الأسير لدى المقاومة الفلسطينية شاؤول أرون.

خبيران في الشؤون الفلسطينية عزيا هذا التراجع إلى حالة (توازن الرعب) التي استطاعت المقاومة الفلسطينية في غزة أن تحققها مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، وخشية المجندين الجدد من الوقوع في الأسر.

واعتبرا أن ما يحصل في قطاع غزة هو قتال حقيقي وهو ما لا يريده الجندي الإسرائيلي الذي يحتمي خلف ترسانته مفضلاً رمي الأهداف عن بعد، وذلك بخلاف الضفة الغربية التي تشهد حالة من صراع القتل لا القتال.

"الفتك آليا"

فمن جهته، أكد اللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي الخبير في الشؤون الأمنية، على أن رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وقيادة أركان جيشه يحاولون على الدوام أن يلتفوا حول فكرة تراجع الجيش في الإجرام والقتل.

وقال في حديث لصحيفة "فلسطين":" إن أسر الجنود الإسرائيليين في غزة له أثر عميق في تدني الروح المعنوية للجيش الإسرائيلي خاصة في لواء جولاني الذي يخدم في منطقة ما يسمى غلاف غزة".

وتابع:" إن تدني الروح المعنوية للجنود ينعكس طرديا وبشكل سلبي على نسبة انتساب المجندين الجدد للجيش، لا سيما في ظل سلسلة الهزائم التي منيت بها (إسرائيل) ليس في غزة ولبنان فقط بل منذ حرب أكتوبر 1973 حيث تعرض الجيش الذي لا يقهر إلى حالة من كي الوعي".

وعزا فشل جيش الاحتلال الإسرائيلي في تحقيق أيٍّ من أهدافه في الحروب الأخيرة ضد قطاع غزة، إلى حالة كي الوعي التي تعرض لها الجنود الإسرائيليون والذين يرفضون الخدمة ضمن هذا اللواء.

وفسر ارتفاع نسبة الخدمة في جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية إلى أن ما تعيشه الضفة الغربية هي حالة "قتل" وليس "قتالا" ، وقال:" هذا الجيش جبان يسعى خلف القتل ويتجنب التورط في قتال".

ونبه إلى أن حالة (توازن الرعب) التي استطاعت المقاومة الفلسطينية أن تحققها في غزة ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، تتجلى في المواجهة على الأرض والتي يتجنبها الجيش مفضلاً قصف الأهداف من بعيد.

واستشهد ببعض التصريحات التي صدرت عن جيش الاحتلال الإسرائيلي والتي أعلن فيها عن امتلاكه ريبوت آلي للقتال في غزة وسيارة آلية لتحل محل الدبابة التي تحتاج إلى تواجد عنصر بشري بداخلها حتى تعمل وهو ما وصفه اللواء شرقاوي "الفتك بالإنسان آلياً".

وأضاف:" يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى رفع معنويات جنوده والذين هم أقرب إلى المرتزقة، وفي المقابل فإن الجانب الفلسطيني رغم ضعفه عسكرياً مقابل آلة الحرب الإسرائيلية إلا أنه يمتلك قضية وهذا ما يفتقدونه (المحتلون)".

"أكثر أمناً"

وفي سياق متصل، يرى راسم عبيدات المحلل السياسي المقدسي، أن هناك علاقة وثيقة بين تدني الخدمة في الألوية الإسرائيلية التي تخدم في منطقة ما يسمى (غلاف غزة) وخاصة لواء جولاني وبين حالة (توازن الرعب) التي استطاعت أن توجدها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

وقال في حديث لصحيفة "فلسطين":" إن قطاع غزة وشمال فلسطين –لبنان- هي مناطق ساخنة قد تندلع فيها الحروب في أي لحظة وبالتالي هم يتخوفون من الخدمة فيها خشية الاضطرار إلى الاشتباك البري مع المقاومة والوقوع في الأسر أو التعرض للقتل".

وعزا تدني مستوى الخدمة في هذه الألوية أيضاً إلى انخفاض الروح المعنوية عند الجنود الإسرائيليين للقتال ورغبتهم في التملص من الخدمة في مناطق تشكل رأس حربة في أي مواجهة مقبلة.

وقال:" استطاعت المقاومة الفلسطينية أن تضرب الاحتلال في عمق كيانه المؤسساتي وهو ما شهدت عليه حرب 2014، رغم بقاء كفة القوة مرجحة لصالح الاحتلال بسبب استخدامه لأحدث التقنيات والمعدات الحربية".

وفسر عمليات القصف عن بعد التي ينتهجها الاحتلال ضد قطاع غزة، إلى إدراكه بأن أي حرب برية سينتج عنها خسائر بشرية هو في غنى عنها، ما بين قتلى وجرحى وهذا سيؤثر ليس فقط على الروح المعنوية للجنود وإنما على الروح المعنوية لكل من يسكن في الداخل المحتل.

وبين أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يرى في الخدمة في الضفة الغربية على أنها ليست منطقة ساخنة أمنياً وتحكمها اتفاقيات تنسيق أمني تجبر السلطة على كبح جماح المقاومة وهذا يمنحهم شعوراً أن الضفة الغربية أكثر أمناً من قطاع غزة.