فلسطين أون لاين

تقرير "أم الحيران".. قرية فلسطينية تُصارِع من أجل البقاء

...
صورة أرشيفية
النقب المحتل - غزة/ جمال غيث:

تعيش قرية أم الحيران في النقب الفلسطيني المحتل على وقع الاقتحامات اليومية التي تُنفّذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، تمهيدًا لهدمها وتهجير نحو 70 عائلة من سكانها، وإقامة مستوطنة على أنقاضها.

ويأتي استهداف أم الحيران كحلقة ضمن سلسلة مشاريع إسرائيليّة تهدف إلى الاستيلاء على أراضي النّقب كمخطّط برافر التهويديّ الذي قدَّمه وزير التخطيط الإسرائيلي السابق إيهود برافر، عام 2011، واستمرار إهمال القرى الفلسطينية مسلوبة الاعتراف لإقامة تجمّعات استيطانيّة.

اقرأ أيضًا: ​استنفار بـ"أم الحيران" للتصدي لمسح الاحتلال لمنازلها

و"أم الحيران" هي إحدى القرى الـ46 مسلوبة الاعتراف في النقب المحتل، ويقيم فيها نحو ألف نسمة، ولا تحظى بأيّ خدمات طبية أو صحية أو ماء أو كهرباء.

بناء مستوطنة

وأكد رئيس اللجنة الشعبية في القرية رائد أبو القيعان أنّ سلطات الاحتلال تُخطّط لهدم القرية وإقامة مستوطنة على أنقاضها باسم "حيران"، مشيرًا إلى أنّ الاحتلال يقتحم القرية بين الفينة والأخرى ويُوزّع إخطارات بالهدم ومصادرة الأراضي.

وأوضح أبو القيعان لصحيفة "فلسطين"، أنّ شرطة الاحتلال قبل ستة أعوام صعّدت من إجراءاتها ضد القرية وحاولت تهجير سكانها من منازلهم بالقوة، لكنها فشلت بذلك بعد تصدي الأهالي لها واستشهاد "يعقوب أبو القيعان" في يناير عام 2017م.

وبيّن أنّ الاحتلال قسَّم القرية لقسمين الأول، أراضٍ زراعية استولى عليها قبل خمسة أعوام وتُقدّر مساحتها بنحو 5 آلاف دونم، والأخرى يُقيم فيها 77 عائلة على مساحة 140 دونمًا من أصل 700 دونم.

وأشار إلى أنّ قوات الاحتلال اقتحمت القرية الأسبوع الماضي وأدخلت آليات ومعدات وحفّارات في محاولة جديدة لسلب ما تبقَّى من أرضي القرية، مؤكدًا صمود وثبات الأهالي وتصديهم لمحاولات تهجيرهم من أرضهم.

اقرأ أيضًا: ​قرية أم الحيران.. حكاية صمود أمام سياسة التطهير العرقي

ويعمل سكان قرية أم الحيران، وفق أبو القيعان، في الزراعة والصناعة والتجارة، ويقيمون في منازل مسقوفة بألواح حديدية، وآخرون يقيمون في خيام بعد أن هدم الاحتلال منازلهم قبل خمسة أعوام ومنَعهم من إعادة بنائها.

وأكد أبو القيعان، أنّ الأهالي يخشون من انقضاض الاحتلال عليهم وتهجيرهم من قريتهم في ظلّ الاقتحامات المستمرة لها، وتجهيز البُنية التحتية للمستوطنة الجديدة، لافتًا إلى أنّ الاحتلال يحاول من خلال السيطرة على القرية قطع الامتداد الجغرافي بين البلدات الفلسطينية وعزلها.

شبح التهجير

من جهته، أكد مسؤول العلاقات العامة في المجلس الإقليمي للقرى غير المُعترف بها، معيقل الغراء، أنّ قوات الاحتلال تسعى من خلال اقتحاماتها المتكررة لقرية "أم الحيران" لدفع سكانها للرحيل، وإقامة مستوطنة على أنقاضها.

وقال الغراء لصحيفة "فلسطين": "إنّ القرية منذ عام 2003م، تعرّضت لشبح التهجير وزادت حدتها خلال السنوات الخمس الأخيرة، لافتًا إلى أنّ الأهالي توجَّهوا إلى محكمة الاحتلال العُليا لوقف تهجير السكان لكن دون جدوى فـ"الاحتلال ومؤسساته متفقون على ترحيل واقتلاع الأهالي من أراضيهم".

وأشار إلى أنّ بلدية الاحتلال اقتحمت القرية الخميس الماضي، ومنعت الدخول إليها، تمهيدًا لبدء العمل في البنية التحتية للمستوطنة التي يريدون إقامتها على أنقاض "أم الحيران".

وأضاف: "إنّ صمود الأهالي والمتضامنين معهم أعاقوا مخطط التهجير، مُحذّرًا من معاودة شرطة الاحتلال اقتحام القرية بأعداد كبيرة لترحيل أهلها بالقوة.

ودعا الغراء للوقوف إلى جانب أهالي "أم الحيران" والعمل على كل الأصعدة لمنع تغوُّل شرطة الاحتلال على البلدات غير المُعترف فيها.

ولفت إلى أنّ الاحتلال يريد ترحيل فلسطينيي النقب الذين يقيمون على مساحة قليلة من الأرض ويحرمهم من أبسط احتياجاتهم، في حين يغضُّ الطرف عن المستوطنين الذين يسلبون آلاف الدونمات ويوفّر لهم الخدمات كالمياه والكهرباء، ويمنحهم تراخيص البناء.

وبيّن أنّ قيام الاحتلال ببناء مستوطنة على أنقاض قرية "أم الحيران" سيُمكّنه من سلب آلاف الدونمات وتهجير القرى الفلسطينية غير المُعترَف بها كـعتير والعراقيب وعرعرة وغيرها.