امتدادًا لجرائمه، ينفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي سياسة العقاب الجماعي ضد الآلاف من أهالي مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.
وأغلقت قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي عددًا من الشوارع الرئيسية بالقرب من مستوطنة "كريات أربع" وبلدة تل الرميدة ومنعت دخول وخروج المواطنين الفلسطينيين بسياراتهم من تلك المناطق، بذريعة عملية مستوطنة "كريات أربع" الفدائية، التي نفذها الشهيد محمد الجعبري وأدت إلى مقتل مستوطن وإصابة آخرين.
ووضعت قوات الاحتلال سواتر رملية ومكعبات أسمنتية أمام تلك الشوارع، وبدأت ممارسة التضييق على أكثر من 10 آلاف مواطن فلسطيني يقطنون المناطق التي شملها الحصار.
اقرأ أيضاً: خاطر: حصار الخليل سياسي ولن يثني الشعب عن احتضان المقاومة
ويوضح كايد قفشة، وهو أحد سكان تلك المناطق، أن سلطات الاحتلال أغلقت شوارع رئيسية يستخدمها الأهالي في الخليل للوصول إلى مصالحهم اليومية وأماكن عملهم والمدارس والجامعات، وتحديدًا في تل الرميدة، مشيرًا إلى أن الشوارع المغلقة شملت: شارع الشهداء، والسهلة، ومنطقة الحرم الإبراهيمي.
ويشير إلى أن قوات الاحتلال منعت دخول وخروج السيارات وأجبرت المواطنين على قطع المناطق الوعرة في الخليل المعروفة بوعورة طرقاتها سيرًا على الأقدام.
ويقول كايد لـ"فلسطين"، إن مساحة الإغلاق توسعت لأكثر من 4 كيلومترات، انتشر في محيطها المئات من جنود جيش الاحتلال الذي نصب بوابات حديدية وسواتر رملية أعاقت حركة السير وحياة المواطنين في تلك المناطق.
وتحدث كايد عن نقص في مياه الشرب بعد منع قوات الجيش إدخال السيارات التي عادة ما تحمل المياه لتلك المناطق.
ويضيف: "ناشدنا المحافظ للاطلاع على أوضاعنا بعد فرض الإجراءات الجديدة، ولم يصلنا أحد من مكتبه أو هو شخصيًا".
ويؤكد أن المرضى وكبار السن هم أكثر الفئات تضررًا من إجراءات سلطات الاحتلال الجديدة، حيث لا يستطيعون التنقل مشيًا على الأقدام، ويحتاجون إلى مركبات وسيارات إسعاف للوصول إلى المستشفيات لتلقي علاجهم.
من جانبه، يؤكد محمود جمعة أحد سكان منطقة تل الرميدة، أن سلطات الاحتلال تمارس منذ تنفيذ الجعبري لعمليته البطولية في "كريات أربع" سياسة العقاب الجماعي ضد آلاف المواطنين من أهالي مدينة الخليل.
اقرأ أيضاً: الاحتلال يحاصر منزل منفذ عملية الخليل تمهيدًا لهدمه
ويقول جمعة لـ"فلسطين": "الاحتلال وجنوده لا يتوقفون على مضايقتنا قرب شارع الشهداء والحرم الإبراهيمي، وتل الرميدة، إضافة إلى إغلاق شوارع رئيسية في تلك المناطق".
ويوضح أن الاحتلال منذ عملية الجعبري في 29 أكتوبر الماضي، زاد من عمليات التفتيش على الحواجز ومنعت دخول المواطنين بسيارتهم إلى مناطق سكناهم الأمر الذي يشكل عبئًا كبيرًا على مسار حياتنا اليومي.
بدوره، يؤكد الناشط صهيب زاهدة، تشديد سلطات الاحتلال "الحزام الأمني" حول المستوطنات بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة.
ويبين زاهدة لـ"فلسطين"، أن "الحزام الأمني" الجديد يمتد حول المستوطنات من تل الرميدة إلى شارع الشهداء والسهلة مرورًا بالحرم الإبراهيمي حتى واد الغروس ومحيط مستوطنة كريات أربع حتى بداية قيزون.
وذكر أن هناك 10 آلاف مواطن الفلسطينيون لا يستطيعون التنقل بحرية كاملة في الخليل بسبب تمديد الحزام الأمني الجديد لأكثر من 4 كيلومترات، ومنع دخول المركبات.
ويبين أن جيش الاحتلال نشر قناصة على البنايات السكنية المرتفعة والمطلة على تلك الشوارع المغلقة، وذلك بهدف منع دخول أو خروج المواطنين إلى تلك المناطق، وتهديد حياة المواطنين.