فلسطين أون لاين

تقرير القبور الوهمية.. طريقة خفية لتهويد القدس

...
قبور وهمية في القدس
القدس المحتلة-غزة/ محمد أبو شحمة:

لا تتورع سلطات الاحتلال الإسرائيلي وجمعياتها الاستيطانية عن استخدام أيّ طريقة لتهويد القدس المحتلة والاستيلاء على ما تبقَّى من مقدساتها وأراضيها، وطرد أهلها الأصليين منها قسرًا.

وبدعم من محاكمها وجيشها، تعمل سلطات الاحتلال على زراعة القبور الوهمية للاستيلاء على الأراضي الوقفية في مدينة القدس، إضافة إلى أراضي المواطنين الخاصة لتهجيرهم قسرًا بزعم وجودهم على مقابر يهودية.

اقرأ أيضًا: تقرير عقب فوز كتلة نتنياهو.. تحذيرات من مخططات استيطانية قادمة

4wMXZ.jpg
 

ويستهدف الاحتلال بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، وتحديدًا حي وادي الربابة، بزرع القبور الوهمية للاستيلاء عليه، لقربه من المسجد المبارك والبلدة القديمة، وأهميته الجغرافية.

وأوضح عضو لجنة الدفاع عن سلوان الباحث فخري أبو دياب أنّ القبور الوهمية مجرد حجارة يضعها الاحتلال والمستوطنون دون وجود أيّ أحد بداخلها، لسرقة الأراضي والاستيلاء عليها، ومنع المواطنين من البناء عليها.

وأضاف أبو دياب لصحيفة "فلسطين" أنّ الاحتلال يعمل على تحويل الأراضي التي يزعم وجود قبور فيها إلى مشاريع تهويدية، مبينًا أنه يعمل على زرع القبور الوهمية لعدم قدرته على إثبات أي وجود يهودي تاريخي في مدينة القدس، أو حضارة لهم، حيث يتم وضع تلك القبور في محيط المسجد الأقصى، وسفح جبل الزيتون، والبلدة القديمة.

وذكر أنّ 82% من القبور الوهمية شيّدها الاحتلال بمنطقة سلوان لخلق فرضيات باطلة حول وجود اليهود في تلك المنطقة، مردفًا أنّ المسجد الأقصى يُدلّل على مدينة القدس التاريخية، وأنّ الاحتلال يحاول إيجاد آثار تُدلّل على هوية له فيه، من خلال تشويه التاريخ ومسخ أدمغة الزوار في العالم بأنّ هناك يهودًا في تلك المنطقة التي تسمى "محيط الهيكل" المزعوم.

وأشار إلى أنّ الاحتلال يزرع القبور الوهمية ضمن مخطط يعمل عليه إلى جانب الحدائق التوراتية، والأنفاق، والحفريات، لفرض وقائع تلمودية وخلق روايات مضللة.

اقرأ أيضًا: مخططات استيطانية جديدة تستهدف "الشيخ جراح" بالقدس

وأكد أنّ غالبية الأراضي التي يبني فيها الاحتلال قبورًا وهمية هي أراضٍ وهمية، حيث عند وضع القبر تذهب تلك الأراضي إلى الجمعيات الاستيطانية، ولا يُسمح لأحد من الأهالي الأصليين الاستفادة منها.

ولفت إلى أنه عند وضع القبور الوهمية في مكان تقوم سلطات الاحتلال بإغلاقه، وهدم منازل المواطنين الموجودة بمحيط تلك القبور، بزعم أنها أُقيمت على أنقاض مقبرة، رغم عدم وجود أي إثبات لتلك المزاعم.

رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي يؤكد أنّ الاحتلال لا يُضيّع أي فرصة من لتهويد مدينة القدس وتغيير الحقائق الموجودة فيها، وإنشاء واقع جديد يتماشى مع الرواية الصهيونية.

يقول الهدمي لـ"فلسطين": إنّ سلطات الاحتلال والمنظمات الاستيطانية تعملان على نبش قبور المسلمين وتدميرها، وإنشاء قبور وهمية لليهود، للادّعاء أنّ له تاريخًا قديمًا بمدينة القدس، مشددًا على عدم وجود أيّ قبور حقيقية للاحتلال في المدينة، وأنّ ما يتم فعله من خلال إنشاء قبور وهمية هدفه أطماعًا سياسية للاستيلاء على الأرض.

ويشير إلى أنّ الاحتلال يعمل على إنشاء القبور الوهمية في منطقة وادي الربابة والأراضي الفارغة للبناء عليها ودعم الاستيطان في سلوان وخارجها.