فلسطين أون لاين

إطلاق فعاليات إحياء الذكرى الـ66 لمذبحة 1956 في خان يونس

...
خان يونس/ محمد أبو شحمة:

أطلقت بلدية خان يونس جنوبي قطاع غزة، بالتعاون مع لجنة إحياء وتوثيق ذكرى مذبحة شهداء المحافظة عام 1956 فعاليات إحياء الذكرى الـ66 للمذبحة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي وقتل خلالها أكثر من ألف مواطن فلسطيني وجندي مصري.

جاء إطلاق فعاليات إحياء الذكرى في مؤتمر صحفي أمام قلعة برقوق وسط المدينة، أمس، بمشاركة ذوي الشهداء ورئيس بلدية خان يونس علاء الدين البطة، ورئيس بلدية بني سهيلا حمدان رضوان، وممثلي القوى الوطنية والإسلامية والمؤسسات المجتمعية والوجهاء والمخاتير ومجلس عائلات خان يونس وملتقى عائلاتها، وفرق كشفية.

وستستمر الفعاليات حتى الثاني عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، وتشمل تنظيم ندوات سياسية وقانونية في جامعة فلسطين وكلية الزيتونة، والحديث عن المذبحة في خطب الجمعة، وكذلك في الإذاعة المدرسية بالطابور الصباحي في مدارس خان يونس، وتنظيم وقفة للمرأة، وحملة تشجير لشوارع المحافظة، وغيرها من الفعاليات.

وقال البطة إنّ قوات الاحتلال ارتكبت مذبحة أليمة بحقّ سكان محافظة خان يونس في 3 نوفمبر 1956، حيث اقتادت الشباب والأطفال وكبار السنّ وأطلقت عليهم النيران بدم بارد على جدران القلعة وفي الساحات العامة.

وأوضح البطة أنّ المذبحة جرت في 40 نقطة بالمحافظة، وجميعها شاهدة على إعدام المئات من أبناء خان يونس، داعيًا المجتمع الدولي إلى تقديم مرتكبي المذبحة من قادة الاحتلال إلى المحاكم الدولية على جريمتهم التي لا تزال شواهدها باقية في العقل والوجدان الفلسطيني.

شهادات مروعة

وبدأت المذبحة عندما استيقظ سكان خان يونس على مكبرات الصوت تنادي من فوق مركبات الاحتلال العسكرية بخروج جميع الشبان والرجال من سن 16 حتى 50 عامًا، حيث اقتادتهم قوات الاحتلال إلى ساحة القلعة والساحات العامة وأجبرتهم بقوة السلاح على الوقوف على الجدران رافعي أيديهم فوق رؤوسهم، ثم أطلقت عليهم النيران من أسلحتها الرشاشة، ما أدى إلى ارتقاء مئات الشهداء في اليوم الأول.

الحاج تكريم البطة (76 عامًا) الذي عايش المذبحة منذ بدايتها، وفقد اثنين من أشقائه فيها، وهما محمد نديد، وحسن، تحدث لصحيفة "فلسطين" عن هول ما شاهد خلال تلك الساعات الصعبة عليه وسكان المدينة.

يقول البطة إنه مع بدء العدوان الثلاثي على مصر، بدأت قوات الاحتلال الدخول لمدينة خان يونس بعد مقاومة شديدة، حيث كانت المدينة آخر ما سقط في يدها، ثم هاجم الجنود منزلنا وسط المدينة، وحين دخلوه أطلقوا النار على شقيقي محمد نديد واستشهد على الفور أمامنا ولم نستطع عمل شيء بسبب كثرة الجنود وإطلاقهم النار بشكل عشوائي.

وبين أنّ الجنود بعد قتلهم شقيقه محمد نديد، اقتادوا العشرات من سكان الحي وأوقفوهم على أحد جدران الشارع المجاور لمنزلهم وأطلقوا النار عليهم، فقتلوا العشرات، من بينهم شقيقه الآخر؛ حسن.

وعدَّ ما حدث بخان يونس في ذلك اليوم أبشع جريمة ومجزرة في تاريخ الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن هناك إهمالا في توثيقها وفضح جرائم الاحتلال وملاحقته في المحاكم الدولية للاقتصاص من قادة الاحتلال المجرمين.

وإلى جانب البطة، يروى مختار عائلة بربخ، ما حدث في تلك الأيام، حيث قتل الاحتلال العشرات من أبناء عائلته، من بينهم اثنان من إخوانه.

يقول أسامة بربخ لصحيفة "فلسطين": إنّ المجزرة بدأت حين دخل جنود الاحتلال منزل عائلتنا وسط المدينة واقتادوا الشباب جميعهم إلى قلعة برقوق القريبة وقتلوا إخواني عطا ومجدي بدم بارد إلى جانب العشرات من المواطنين.

ويضيف بربخ أنّ جرائم القتل كانت تجري على دفعات، ويتم المناداة على المواطنين بمكبرات الصوت لسحب الجثث ودفنها.

ويروى أنه تم نقل جثامين الشهداء من أماكن المجازر عبر عربات "الكارو" التي تجرها حيوانات، ثم دفنهم في المقبرة وسط المدينة.

ويوضح أنّ والدة الشهيدين عطا ومجدي أُصيبت بحالة من الصدمة والشلل بعد استشهاد ابنيها، ثم توفيت في إثر ذلك.

وفي رواية أخرى، تؤكد الحاجة أم محمد معمر أنّ خالتها استشهدت خلال المجزرة بعد إطلاق النار عليها بشكل مباشر حين اقتحام منزلها.

وتقول معمر لصحيفة "فلسطين": "هجم الجنود على المنزل وكانوا يريدون اعتقال جميع الرجال منه، فوقفت حينها خالتي أمامهم، لكنهم أطلقوا النار عليها واستشهدت على الفور".

9999999.jpg
999999.jpg
99999.jpg
9999.jpg
999.jpg
99.jpg