من المتوقع أن تصدر هذه السطور إلى النشر، فيما الناخبون الإسرائيليون قد ذهبوا إلى صناديق الاقتراع، في خامس انتخابات مبكرة يخوضونها خلال أقل من أربع سنوات، مما كشف عن عوار خطِر أصاب حياتهم السياسية والحزبية، وعدم استقرار غير مسبوق في تاريخ دولة الاحتلال.
بانتظار هذه اللحظة، وحتى إعلان النتائج الأولية لهذه الانتخابات مساء الثلاثاء، فما زالت هناك بعض علامات الاستفهام التي قد تحدد مصيرها، منها الجهود التي تبذلها الأحزاب الإسرائيلية بين فلسطينيي 48 لرفع نسبة التصويت لديهم، فيما ستكافح أحزاب "العمل وميرتس والأحزاب العربية" لاجتياز نسبة الحسم، وسط استطلاعات أشعلت لديها أضواء حمراء من إمكانية إخفاقها في الوصول إليها، خاصة وأن العاملين الرئيسين في نظام الانتخابات الحالي هما نسبة التصويت ونسبة الحسم.
مع العلم أن أول ثلاث جولات انتخابية عامي 2019 و2020، شهدت زيادة معتدلة في نسبة التصويت، بينما في الجولة الانتخابية الرابعة انخفضت معدلات التصويت، حتى بلغت 67٪ فقط، وسط تقديرات متزايدة هذه المرة بأن إقبال الناخبين سيكون أكثر انخفاضا، بسبب الإرهاق العام المتراكم، واللامبالاة من الحملات الانتخابية.
هناك سبب لا تنكره الأحزاب الإسرائيلية المتنافسة، ويتمثل في عدم ثقة الجمهور الإسرائيلي بأنه سيتم التوصل إلى حسم لأحد المعسكرين في تشكيل حكومته المستقرة، بل إن القناعة السائدة لديه أن الذهاب إلى انتخابات سادسة ليس سوى مسألة وقت، مما سيدفع كل حزب لزيادة الإقبال في أماكن أخرى غير مناطق تمركزه التقليدية، وسط مخاوف حزبية جدية بأن الطقس قد يلعب لعبته المعاكسة ضد الأحزاب الإسرائيلية.
وفقًا للتوقعات، فمن المتوقع هطول أمطار في فلسطين المحتلة 48، مما قد يقلل من إقبال الناخبين على صناديق الاقتراع، ولعل التأثير السلبي للأمطار قد يكون أكثر أهمية من ردود الفعل الاحتجاجية على الواقع الاجتماعي والاقتصادي.
على صعيد الأحزاب الفلسطينية التي تفككت إلى ثلاث قوى متنافسة، وبضراوة، فإنها ستقاتل بضراوة من أجل رفع نسبة التصويت بين فلسطينيي 48 إلى 50٪ على الأقل، لأن معدل التصويت هذا هو الوحيد الذي يمكنه أن يؤدي إلى تجاوز الأحزاب العربية الثلاثة نسبة الحسم، لاسيما وأن التقديرات تتحدث أنه إذا كانت نسبة الإقبال 45٪، كما تتوقع معظم الاستطلاعات، فهناك فرصة كبيرة لعدم تمرير أحزاب بعينها.
أيًّا كانت العوامل المؤدية لنجاح أحزاب، وسقوط أخرى، فإننا أمام ساعات حاسمة، قد تفتح المجال أمام دولة الاحتلال لتشكيل حكومة مستقرة، تتناقص فرصها يوما بعد يوم، مما سيكشف "ظهرها" أمام القوى المحيطة بها، لأنها ستكون مضطرة للتحضير لانتخابات سادسة ستجعلها قابلة للوصف بأي مفردة، بما فيها أنها واحدة من "جمهوريات الموز"!