في لقاء تلفزيوني لغانتس على القناة (١٢) العبرية، نفى احتمال قيام انتفاضة ثالثة، بزعم أنه لا يرى انضمامًا شعبيًّا إلى الأحداث الأخيرة. الأحداث الأخيرة تشمل التطورات، مثل: حدث ملف وأعمال عرين الأسود في نابلس، وحدث كريات أربع ومقتل مستوطن وإصابة أربعة آخرين، وحدث دهس عدد من المستوطنين في أريحا. هذه أحداث متلاحقة في مناطق مختلفة من الضفة الغربية المحتلة، قام بها شبان ورجال من أعمار مختلفة بين (٢٥-٤٠)، وهذا يعني مشاركة واسعة للشعب في مقاومة المحتل.
غانتس ينفي قيام انتفاضة ثالثة، لأنه لا يودّ رؤية انتفاضة ثالثة تدمر مستقبله السياسي، لذا يلجأ إلى النفي، ولكن المستمع العبري لا يصدقه، ويرى أن الانتفاضة قائمة، وأنها تحظى بتأييد الشعب الفلسطيني، إذ عبرت الحشود الضخمة التي شيعت شهداء عرين الأسود عن تأييد شعبي كبير للمقاومة المسلحة.
لقد كانت عملية المقاوم محمد الجعبري في كريات أربع بعد مقتل مقاومي نابلس، أي كانت تعبيرًا عن انضمام الخليل لنابلس وجنين عمليًّا ووجدانيًّا، وكانت عملية دهس المستوطنين في أريحا تعبيرًا عن غضب ذاتي وشعبي من الاحتلال، وهكذا تتحرك مدن وقرى الضفة معًا وبالتوالي، وتعلن أنها في انتفاضة ثالثة، يحاول أن ينكرها غانتس!
إن لم تكن ثَم انتفاضة ثالثة بشكل أو بآخر، فلماذا يكثف غانتس من وجود الجيش وعمل الأجهزة الأمنية في الضفة؟ ولماذا يعلن إحباط أعمال مقاومة عديدة، ويعلن أنه لا يستطيع إحباطها كلها؟ إذ لا بد بحسبه أن يفشل الجيش في بعض الحالات.
إننا أمام انتفاضة ثالثة ترفض واقع الاحتلال، وتقاوم توسيع الاستيطان، وترفض أيضًا واقع السلطة المترهل، والأداء الفاشل الذي لا يعبر عن المشاعر الوطنية للشعب. الانتفاضة ليست مظاهرات شعبية واسعة النطاق فحسب، بل هي أيضًا أعمال مقاومة متلاحقة، بوتيرة مزعجة للعدو، وتحظى بتأييد شعبي واسع النطاق. وهذا واقع يتوسع في الضفة، رغم قهر الاحتلال.