بالحلوى والتكبيرات والألعاب النارية، عبّر الفلسطينيون عن فرحتهم العارمة بالعملية البطولية التي نفّذها الشهيد محمد الجعبري في مستوطنة كريات أربع بمدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، وأدت إلى قتل مستوطن وإصابة خمسة آخرين مساء السبت.
وفي أعقاب العملية، خرج آلاف المواطنين في مسيرات عفوية جابت شوارع مدن الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة ابتهاجًا بالعملية، وتأكيدًا لدعمهم المقاومة ومواجهة الاحتلال.
وعدَّ مواطنون ونشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، العملية "ردًّا طبيعيًّا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي على المواطنين في مدن الضفة، واعتداءاته المتواصلة بحقّ مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك".
اقرأ أيضًا: في "كريات أربع".. الشهيد محمد الجعبري ينتقم من غُلاة المستوطنين
وعلى الأرض، هنَّأ الفلسطينيون بعضهم بعضًا ابتهاجًا وفرحًا بالعملية لا سيما أنّ منفذَ العملية خرج من مدينة خليل الرحمن التي يعدّها الفلسطينيون الذخر الإستراتيجي للمقاومة والصمود في وجه الاحتلال ومستوطنيه.
وفي أحد مظاهر الفرح وجّه طفل من مدينة غزة رسالة ثورية لمدينة الخليل وأبطال الضفة الغربية قال فيها: "كل التحية من أهل غزة لمدينة الخليل ولأهل جنين وللشهيد المقاوم محمد كمال الجعبري".
وفي الوقت نفسه ضجّت مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي بعبارات تشيد بالمُنفّذ وجرأته في تنفيذ العملية، معبّرين عن فرحتهم واعتزازهم بنهج المقاومة المسلحة التي تتصاعد يومًا بعد آخر.
وتناول النشطاء والمغردون الفلسطينيون والعرب فيديو لتفاصيل العملية، وسردوا أحداثها وصورها، في حين مدحها آخرون بقولهم، إنها تعدّ ردًّا سريعًا وفوريًّا على جرائم الاحتلال المتواصلة في مدينتي نابلس وجنين.
وتداول مواطنون ونشطاء فيديو للمستوطن المقتول الذي كان يقود مركبته بالقرب من مستوطنة "كريات أربع"، وأُصيب برصاصة في رأسه أردته قتيلًا على الفور، إضافة إلى صور لأحد المستوطنين الذي أصيب في العملية ويُدعى "عوفر أوحنا" وُصفت حالته بالخطِرة ويُعدُّ "أوحنا" أحد قادة المستوطنين المتطرفين في مدينة الخليل.
وكتب الناشط أبو عبد الله على صفحته على موقع "توتير"، "كل شبر في فلسطين عرين، وأبطالها أسود، بالأمس انتفض عرين نابلس، وهذا المساء الخليل، وغدًا لربما القدس، وهكذا حتى تسترد الأسود وتفرض سيطرتها على عرينها بكامل مساحته".
اقرأ أيضاً: محللون: عملية الخليل أكدت فشل "كاسر الأمواج" وأمواج المقاومة تصل جنوب الضفة
وغرّد الناشط مؤمن أبو زعيتر:" الحاضنة الشعبية الفلسطينية هي أحد أهم عوامل انطلاق سلسلة العمليات البطولية التي تتطور وتتصاعد تباعًا إلى أن تصل إلى ثورة عارمة في وجه المحتل الصهيوني".
ووثّقت كاميرا مراقبة عملية إطلاق النار التي وقعت في مستوطنة "كريات أربع" بالخليل مساء السبت، وأظهرت اللقطات مُنفّذ العملية الشهيد محمد الجعبري وهو يرتدي ثوب "العباءة" وفي يده بندقية من طراز M16 يطلق النار على سيارة، كما سجّلت عدسات الكاميرا عملية دهس المُنفّذ التي أقدم عليها أحد المستوطنين.
في سياق متصل، احتفلت الكتلة الإسلامية في قطاع غزة بعملية الخليل البطولية التي نفّذها الشهيد "الجعبري".
وقال عضو الهيئة الإدارية للكتلة الإسلامية معاذ الشريف، إنه فور الإعلان عن العملية انطلق أبناء الكتلة الإسلامية يُوزّعون الحلوى ابتهاجًا في المحافظات الوسطى.
وأضاف: "نحن نقف خلف مقاومتنا في كل مكان وندعم مقاومة العدو بكل السبل المتاحة، وهذا العمل البطولي من أبناء مدينة خليل الرحمن وأسود الحق هو تأسيس لمرحلة جديدة في الضفة المحتلة".
وأفاد نائب رئيس الكتلة أمجد مزيد، بأنّ هناك العديد من الفعاليات التي ستُنفّذها الكتلة في قطاع غزة دعمًا ومناصرة لأهلنا في ضفة الأحرار وتأييدًا لأسود المقاومة في كل ربوع الوطن، قائلًا: "نشدُّ على أيدي إخواننا في الضفة وندعم صمودهم ونحن معهم بكل ما أُوتينا من قوة وعزم".