أصبحنا اليوم في فلسطين على خبر فوز المرشح اليساري للرئاسة البرازيلية " لولا دي سيلفا" المعروف بمواقفه ضد الفقر وتهميش المظلومين والمؤيد للحقوق الفلسطينية وحقوق السكان الأصليين في العالم، ويعتبر ذلك بمثابة هزيمة لأمريكا وللكيان الصهيوني والفاشية والعنصرية في البرازيل بل وفي كل العالم.
الصراع الانتخابي على رئاسة البرازيل مشتد منذ فترة بين الفاشيين الصهاينة من جهة ويمثلهم الرئيس السابق الصديق والحليف لأمريكا والكيان المحتل "بولسينارو" الذي ذهبت زوجته لصناديق الاقتراع للتصويت تلبس العلم الاسرائيلي، وبين المرشح اليساري النقابي العمالي "لولا دي سيلفا" الذي كتب له ولأحرار العالم من خلفه الفوز صباح اليوم.
ومن المعلوم أن البرازيل التي تتحدث البرتغالية والمعروفة رسميًا باسم جمهورية البرازيل الاتحادية، تعتبر هي أكبر دولة في كل من أمريكا الجنوبية وأمريكا اللاتينية، وتبلغ مساحتها 8.5 مليون كيلومتر مربع، ويسكنها أكثر من 215 مليون شخص، وتعد خامس أكبر دولة في العالم من ناحية المساحة والسابعة عالميًا من ناحية عدد السكان، وبالتالي فهي بما تملكه من خصائص استراتيجية تمثل ثقلاً عالمياً لا يستهان به.
عاش الرئيس البرازيلي الفائز حياة قاسية فقد تشرد، وترك الدراسة منذ طفولته، وكافح قسوة الحياة فاشتغل عاملاً ونقابياً فاعلاً مهتماً ومناصراً للأحرار وحقوق المظلومين في كل مكان.
وتقلد سابقاً رئاسة البرازيل من قلب الألم والمعاناة، فتآمر عليه وأسقطه الصهاينة والفاشيين، واستلموا الحكم خلفاً له وأودعوه السجن بعد اسقاطه عام 2018 لكي لا يترشح لرئاسة البرازيل من جديد، وذلك من خلال تآمرهم مع قاضي فاسد أُكتشف أمره فيما بعد وتم حكمه بالسجن 12عام، وذلك لأنهم مستشعرين حجم تأثيره الشعبي والخطر الذي يمثله على سياستهم وتوجهاتهم الفاشية العنصرية الصهيونية.
لكل ذلك وغيره يسجل بأن فوز الرئيس البرازيلي اليساري الجديد "لولا دي سيلفا" صباح اليوم يمثل هزيمة لأمريكا وللكيان الصهيوني والفاشية والعنصرية في البرازيل بل وفي العالم كله. وكل هزيمة لمعسكر أمريكا و(إسرائيل) هو بالضرورة مفيد لشعبنا وأمتنا.
مع ذلك، فلا بد من مخاطبة البرازيل الجديدة والقوى المناهضة للإمبريالية الامريكية التي تسلمت مقاليد السلطة في أمريكا الجنوبية وتصويب موقفها أكثر لصالح الشعب الفلسطيني وعدم توقع أن يكونوا أكثر التزاماً بحقوقنا.
الحرية لفلسطين القضية العادلة، والتحية لكل أحرار العالم، والنصر حليف المستضعفين في مكان ولو بعد حين.