فلسطين أون لاين

في مسابقة دولية للترتيل

تقرير معتز أبو سنينة.. "مزمار" المسجد الإبراهيمي "خامسًا"

...
معتز أبو سنينة
الخليل-غزة/ مريم الشوبكي:

لطالما جذب المقرئ معتز أبو سنينة الناس من حوله بتمكنه من القرآن الكريم وإجادته العديد من القراءات، ما أهله لتمثيل فلسطين في العديد من المسابقات الدولية للتلاوة والترتيل، ليحصد أخيرًا المرتبة الخامسة في مسابقة الكويت الدولية للترتيل لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتلاوته في دورتها الحادية عشرة، التي نظمت في منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

والمقرئ معتز واحد من مزامير "الإبراهيمي"، يوقظ سكان الخليل فجرًا بصوته الندي، ويدهشهم ببراعة التلوين والانتقال بين المقامات في أثناء إمامتهم.

في مسابقة الكويت القرآنية نافس المقرئ معتز 105 مشاركين يمثلون 80 دولة حول العالم، في أربعة فروع في المسابقة: القراءات العشر الكبرى، وصغار الحفاظ، وكبار الحفاظ، وآخرها التلاوة والترتيل.

يقول المقرئ معتز (30 عامًا) لـ"فلسطين": "نافست في فرع التلاوة والترتيل، حيث أقيمت المسابقة على مدار خمسة أيام من 12 أكتوبر-19 أكتوبر، وكل مشارك قدم مشاركة واحدة".

يصف لحظات الفوز بأنها "مهيبة، كوني منافسًا في تلاوة القرآن الكريم باسم فلسطين، هذا فخر واعتزاز لي، فمنافسات القرآن أشرف المنافسات على الإطلاق".

ويضيف: "شعرت بسعادة غامرة كوني صرت سفيرا لأهل فلسطين وممثلًا عنهم في شأن رفيع قدره عند الله، حيث كانت المنافسة بين المتسابقين على أشدها فالمستويات متقاربة للغاية تتفاوت بأعشار من الدرجات".

ويبين معتز أن مشواره مع القرآن الكريم بدأ منذ أن كان عمره خمس سنوات، حيث أنهى حفظه كاملًا في عمر الثالثة عشرة. وفي أثناء تلك السنوات اكتشف والداه امتلاكه صوتًا نديًا، فأُلحق بدورات كثيرة في قراءة القرآن، وإتقان التجويد.

أما عن عالم المقامات الصوتية، فيوضح أنه دخله في عام 2013م حينما التحق بدورة مكثفة، تعلم خلالها على جميع المقامات الصوتية، واستطاع التميز والتفرد ليحصد المركز الأول، ومن ثم في إثرها التحق بمسابقة لتلاوة ورفع الأذان وفاز بالمركز الأول أيضًا.

ويؤكد معتز أن علم المقامات الصوتية ضروري للقارئ، والمنشد أيضًا، حتى يعيش المستمع من خلالها معاني القرآن الكريم، وكلمات الأناشيد، والابتهالات الدينية.

وعن طريقته في تثبيت القرآن الكريم، يجيب: "حفظ القران سهل، غير أن عملية تثبيته شاقة، فما زلت أثبته وأراجعه فيه يوميًا، لذا على كل حافظ أن يحافظ على ورده اليومي ويعكف على مراجعته حتى لا يتفلت منه".

عمله إماما بدأ حينما قدمه والده للمصلين في مسجد أبي ذر الغفاري الذي يعمل فيه إمامًا منذ سنوات، يروي: "أذكر يومها كان عمري عشر سنوات، كنت خائفًا للغاية حينما أممت الناس في صلاة التراويح، وزال توتري حينما أشاد المصلون بإمامتي، ومنذ ذلك الحين لم أنزل عن المنبر منذ ما يزيد على 16 وأنا أعمل إماما في معظم مساجد مدينة الخليل".

ويردف معتز: "عندي ملكة في تغيير المقامات الصوتية، فحينما كنت أؤم الناس في صلاة الفجر في المسجد الإبراهيمي في أثناء حضور وفد تركي، تعمدت رفع أذان الفجر بمقام الحجاز التركي، وإذ بأحد الأتراك يحضنني بشدة قائلًا: شعرت كأنني في إسطنبول".

ويتعرض المسجد الإبراهيمي لإغلاقات متكررة، ومنع لرفع الأذان من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.  وفي وقت سابق أعلنت وزارة الأوقاف أن الاحتلال منع رفع الأذان في المسجد 57 وقتا خلال سبتمبر/أيلول الماضي.

ويقول معتز إنه بالرغم مما يواجهه من تحديات بسبب منع الأذان فيه لأوقات مختلفة فإنه يتشرف بخدمة المسجد، "وهذا كرم وشرف أن يختارني الله لأكون إماما، وخطيبا للمسجد، وهذا يضع مسئولية كبيرة على كاهلي تجاه ديني ووطني".

ومنذ عام 1994 قُسّم المسجد الإبراهيمي إلى قسمين، أحدهما خاص بالمسلمين والآخر باليهود، في إثر قيام مستوطن بقتل 29 مسلما في أثناء تأديتهم صلاة الفجر في 25 فبراير/شباط من العام ذاته.

ويحيط الاحتلال المسجد بعشرات الحواجز العسكرية، فضلا عن بوابات إلكترونية لا تسمح بدخول المصلين إلا فرادى مع إبراز بطاقاتهم الشخصية وتسجيل أسمائهم من قبل الجنود.

مقرء الحرم الإبراهيمي (2).jpeg