قلوب الفلسطينيين تعلقت بنابلس جبل النار وعرين أسودها عندما اقتحمتها قوات خاصة إسرائيلية مدعومة من جيش الاحتلال الإسرائيلي في محاولة فاشلة لاستهداف المقاومين في البلدة القديمة والقضاء عليهم، كل نابلس خرجت لمساندة المقاومين ومركبات توجهت من جنين إلى نابلس من أجل الدعم والإسناد، وعندما تعذر الوصول بسبب الحواجز تم استهداف جنود جيش الاحتلال بالرصاص، وفي كل أنحاء الضفة خرجت المظاهرات الجماهيرية ليلا وحتى الفجر دعمًا للمقاومة الفلسطينية في مدينة نابلس.
المقاومة الشرسة التي واجهها جيش الاحتلال في نابلس والالتحام الجماهيري والدعم المعنوي للمقاومة الفلسطينية سواء أثناء العملية أو بعدها وعند تشييع الشهداء أذهل دولة الاحتلال (إسرائيل) وأثبت للجميع أن مكانة المقاومة والمقاومين في نفوس الشعب الفلسطيني تحتل المركز الأول دون منازع، وأثبت أيضًا أن الجموع الفلسطينية لا يحركها سوى البطولات على أرض الواقع، ظهرت هذه الحقيقة في المواجهة بين المقاومين من عرين الأسود والقوات الخاصة لجيش الاحتلال، وظهرت كذلك في أثناء معركة سيف القدس عندما خرج الشعب الفلسطيني على بكرة أبيه سواء في الضفة أو في المناطق المحتلة عام 48 ليعبر عن اعتزازه ودعمه للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة التي أثخنت في العدو وكسرت هيبته.
ما يحدث الآن في الضفة الغربية هو استفتاء صاخب على البرنامج الذي يريده الشعب الفلسطيني، ولا شك أن النتيجة جلية واضحة، حيث اختارت الجماهير الفلسطينية المقاومة وبرنامجها ورموزها، سواء عند خروجها لإسناد المقاومين أو خروج عشرات الآلاف ومن كل الفصائل لتشييع الشهداء في مدينة نابلس، وليس هذا فحسب وإنما نجد ذلك في حديث الناس صغارا وكبارا عن عرين الأسود ومقاومة جنين والبطولات التي يسطرها المقاومون مثل الشهيد عدي رحمه الله وأمثاله.
الأحداث في الضفة الغربية وتصاعد المقاومة فيها ليس بالأمر الجديد أو الغريب، وإن كانت المفاجأة في سرعة التحول من هدوء تام إلى ثورة عارمة وممتدة، وأعتقد أننا ما زلنا في بداية المشوار، وليس كما يعتقد أحد المسؤولين الإسرائيليين أن الأمر لا يحتاج إلا إلى بضعة أيام للقضاء على أفراد عرين الأسود، فهو يظن أنهم بضعة أفراد ينقصون باستهدافهم ولا يزيدون، ولا يعلم أنه مع ارتقاء كل شهيد ينبت عشرات المقاومين سواء في نابلس أو غيرها من مدن الضفة الغربية المشتعلة غضبا وحقدا على الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه.