مئات الأشجار من شجر الخروب الشهير في فلسطين يعزلها جدار الفصل العنصري في منطقة الزاوية في محافظة سلفيت، ويحرم أصحابها من دخلهم السنوي من هذه الأشجار التي يصنع من ثمارها أطعمة متنوعة.
أشجار الخروب خارج الجدار العنصري يتم قطف ثمارها في هذه الأيام من السنة حيث موسم الخروب بثماره ذات اللون البني الداكن.
الحاج معتصم موقدي يقول لفلسطين: "في منطقة الزاوية تنتشر مئات الأشجار المعمرة من شجر الخروب المعروف تاريخيا بأنه من أشجار فلسطين، ومع إقامة الجدار العنصري حرمنا الاحتلال من هذه الأشجار وأصبحت معزولة عنا بأسيجة إلكترونية وبوابات عنصرية، ونتحسر على هذه الأشجار التي تضيع ثمارها خلف الجدار، الذي عزل آلاف الدونمات خلفه".
ويضيف: "كل شجرة تنتج ما قيمته 500 شيقل، فمعدل إنتاج الشجرة من الخروب قرابة المئة كيلو غرام وثمن الكيلو خمسة شواقل، وهي لا تحتاج منا أي رعاية أو تكاليف إضافية، فهي تعطي ولا تأخذ منا أي شيء".
المهندس الزراعي محمد أبو شهاب قال لفلسطين: "المزارعون في الضفة الغربية حرموا بعد إقامة الجدار من عدة مصادر لدخلهم، فأسيجة الجدار تمنع الحياة عن الفلسطينيين، فشجرة الخروب يتم القضاء على إنتاجها، لأن موسمها لا يكون مع موسم الزيتون في شهر تشرين الأول القادم، بل في شهر تموز وآب، وعدم وصول المزارعين إلى أراضيهم في هذه الأوقات يعني تلف المحصول بشكل كامل".
ويضيف: "يعتبر ناتج "الرب" من أهم منتجات شجرة الخروب ويستخدم في كثير من الأكلات الشعبية، لذا فأسيجة المستوطنات تحارب الفلسطينيين في أرزاقهم وتسبب لهم وجعا دائما، فمحصول الخروب انخفض إلى دون النصف بعد أن عزلت الأشجار المعمرة خلف الجدار".
أما المزارع عصام موقدي يقول لفلسطين: "يتذرع الاحتلال بعدم منحنا التصاريح اللازمة لدخول أراضينا، لعدم وجود محاصيل تحتاج إلى قطف الثمار، فهو يسمح لنا بالدخول إذا كانت هناك محاصيل زراعية كشجر الزيتون أو لحراثة الأرض في فصل الربيع وقبل حلول فصل الشتاء، ولا يعتبر شجر الخروب من الأشجار التي يعتمد عليها الفلسطيني في توفير لقمة عيشه في عرف ضباط الإدارة المدنية، لذا يمنع المزارع من دخول أرضه في هذا الوقت من العام وتذهب ثمار الخروب أدراج الرياح كما يقولون".
بدوره اعتبر الخبير في بقضايا البيئة رائد موقدي عزل أشجار تاريخية معمرة خلف الجدار العنصري لحماية المستوطنات، إجراء تدميريًا لهذه الأشجار المعمرة التي تروي حكاية هذه الأرض وعلاقة الفلسطيني بها، فشجر الخروب من أشجار فلسطين وموجودة في التراث الفلسطيني، والمستوطنات تحاول قطع أي علاقة بين الفلسطيني وأرضه.