حذّر رئيس الشاباك الأسبق يوفال ديسكين من خطر اندلاع حرب أهلية داخل الكيان وذلك بسبب حالة التشرذم غير المسبوقة التي يعيشها المجتمع الإسرائيلي والتي قد تؤدي إلى اقتتال داخلي وحرب أهلية، حيث يرى أن "الكراهية" أوجدت لعبة خطرة في السياسة الاسرائيلية باتت لا تحتمل الآخر؛ إما أنا وإما أنت حسب قوله، فهناك التناقض بين يمين ويسار، عرب ويهود، اشكناز وشرقيين، متدينين وعلمانيين، مؤكدا أنه في ظل غياب مظلة مشتركة سيتفكك المجتمع.
الكيان الإسرائيلي تأسس على التناقضات التي ذكرها ديسكين ومع ذلك استمر رغم تلك التناقضات وامراض كثيرة لم يذكرها نخرت المجتمع الاسرائيلي مثل الفساد والمخدرات والجريمة المنظمة وغيرها من الأمراض التي لا حصر لها، ولكن ما هو الجديد الذي طرأ على المجتمع الإسرائيلي حتى يكون هناك خشية من فنائه وتضطر المسؤولين للتحذير بصوت عال من انهياره؟ ديسكين يرى أن الحل يكمن في وجود "مظلة مشتركة" لإنقاذ المجتمع الاسرائيلي من التفكك، وأنا أعتقد أن سبب انكشاف عورة الكيان ووصوله إلى حالة غير مسبوقة من التردي هو "سقوط المظلة" التي كانت تستره ويريد استعادتها.
المظلة المشتركة التي تجمع المجتمع الإسرائيلي هو الشعور بالأمن والقوة والسيطرة، المظلة المشتركة التي كان يتباهى بها جيش الاحتلال وإن بشكل زائف هي "قوة الردع " التي تحطمت في معركة سيف القدس وما سبقها من معارك، تلك المظلة سقطت عندما هزم جيش الاحتلال في غزة واندحر منها وما تلا ذلك من هزائم في كل معركة خاضها ضد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. المجتمع الإسرائيلي لم يعد يجد القائد والمخلص الذي يعتد به في مواجهة الفلسطينيين ولذلك لم يعد قادرًا على انتخاب من يمثله في الكنيست ومن يجلب له الانتصار في الحرب.
دولة الاحتلال أصبحت مثل السفينة التي توشك على الغرق فتبدأ بالتخلص من أحمالها، قبل أعوام فرت من قطاع غزة ولم تعد قادرة على مواجهة المقاومة فيها، والآن بدأت المقاومة في الضفة تثقل كاهلها وهي على وشك الفرار منها، ومرحلة السقوط إذا بدأت فإنها حتما ستكتمل ولن يوقف سقوطها تحذيرات ديسكن، ولا تدخلات المطبعين والمتآمرين من العرب ولا جبروت أمريكا.