في حين يسخر غانتس وزير حرب الاحتلال من إنجازات روسيا في أوكرانيا، ويرى أن روسيا كشفت عن حقيقة قوتها، يسخر الفلسطيني من شبكة أجهزة الأمن الصهيونية التي فشلت في الوصول إلى الشهيد بإذن الله عدي التميمي، بطل مخيم شعفاط بالقدس المحتلة. عدي الشاب تمكن من مخادعة أجهزة الأمن التي تحاصر شعفاط منذ أحد عشر يوما، ليظهر فجأة بالقرب من مستوطنة معاليه أدوميم، ليكمل خطته للدفاع عن وطنه وحريته، فيصيب حارسا، ويستشهد، ويسخر برصاص مسدسه من غانتس وشبكة أجهزته الأمنية، التي فشلت في تحديد مكانه.
كان بإمكان التميمي أن يظل مختبأ لفترة أطول، ولكن شوقه للشهادة فيما يبدو نقله من الدفاع إلى الهجوم طلبا لها، فخرج من بين أظهر من يحاصرون شعفاط، وينصبون عشرات الحواجز، مستهزئا بهم، ليلقى ربه وقد أوصى من بعده على صغر سنه قائلا: أنا لن أحرر فلسطين بعملي، ولكن أقوم بالواجب، وآمل أن يحمل الشباب بعدي الواجب بقوة.
في دولة الاحتلال، الدولة التي يختبئ سكانها خلف أكبر شبكة أجهز أمن في العالم، يشعر سكانها بخيبة أمل من هذه الشبكة الفاشلة، وقد تلاحقت في الإعلام العبري مقالات النقد والتوبيخ لأجهزة الأمن على هذا الفشل الذريع؛ ما اضطر وزير الحرب غانتس للخروج بتصريح يحاول فيه احتواء النقد والتوبيخ، قائلا إنا كنا نعمل في مناطق متعددة، ووقوع أخطاء أمر وارد في عملنا، وفي النهاية تمكن حرس معاليه أدوميم اليقظ من قتل التميمي.
محاولة الاحتواء محاولة فاشلة أيضًا، وتهديد عرين الأسود بالتصفية في أثناء الحديث عن التميمي هو محاولة فاشلة لإبعاد الرأي العام عن قضية الفشل، وإشغاله بقضية عرين الأسود.
ومع ذلك ستبقى قضية الفشل تلاحق غانتس وربما تضر بفرص حزبه في الانتخابات.
إذا كان غانتس قد سخر من إنجازات روسيا في أوكرانيا، وروسيا تقاتل الغرب، وأمريكا بشكل غير مباشر، وتقاتل خيانة (الصهيونية) لها أيضا، فيمكن لروسيا أن تمد له لسانها، وتسخر منه بعد فشل شبكاتهم في تعقب عدي التميمي. عدي يفضحكم، فلا ترفعوا ثمنكم.